لفترة من الوقت، كنت أعتزم كتابة عمود عن ظاهرة الشباب الذين يقولون إنهم لا يريدون إنجاب أطفال لأنهم يخشون تربيتهم في عالم أفسده تغير المناخ. ولأنني قمت بتأجيل الفكرة لفترة طويلة، فقد رأيت زميلي، عزرا كلاين، وقد كرس عموده في عطلة نهاية الأسبوع للدفاع عن استجابة متفائلة لتحديات ارتفاع درجات الحرارة.
إنني أؤيد حجة زميلي بلا تحفظ، ولا سيما نظرته التاريخية المعقولة حول كيفية مقارنة مخاطر مستقبل أكثر سخونة بالضوائق الأكثر فقرا ووحشية التي اختار فيها أسلافنا الحياة لأطفالهم، وبالتالي، لنا. لكني أريد استخدام عموده كعذر للتقدم قليلا في الموضوع والتنظير قليلا حول الجذور النفسية للقلق من الإنجاب وسط تغير المناخ.
أولا، منذ أن لاحظت بعض ردود الفعل المرتابة من المحافظين على تويتر، يمكنني أن أشهد أن القلق الذي يصفه كلاين حقيقي بما فيه الكفاية. ربما أسمع عن هذه القضية بشكل أقل تواترا منه - فهو يعيش في منطقة الخليج، ولكن بشكل متكرر، لا سيما من الآباء الليبراليين من جيل طفرة المواليد الذين يناقشون تأخر ذريتهم من جيل الألفية والذين هم أكثر ليبرالية في إنجاب الأطفال.
يمكننا أن نجادل حول ما إذا كان القلق بسبب التغير المناخي هو الدافع الأساسي لاختيار عدم الإنجاب أو نوع من العذر الثانوي - وهو أمر تدركه ثقافة الشباب التي تكافح مع الرومانسية والزواج كمبرر لتلك الصعوبات، وهو أمر تم الاستشهاد به كسبب أخلاقي لتجنب إنهاك حياة الوالدين.
لكن عند نقطة معينة، تصبح الفكرة، حتى كعذر، مثيرة للاهتمام. لماذا هذا، ولماذا الآن؟

أحد الأجوبة هو سوء فهم بسيط: قد يعتقد الأشخاص المنغمسون في أكثر أشكال النشاط والحجج إثارة للقلق، خطأً، أننا على المسار الصحيح للانهيار الوشيك للحضارة البشرية أو الانقراض التام للجنس البشري.
والإجابة الأخرى هي إجابة أيديولوجية: إن أفكار المسؤولية التي يتحملها البيض والغرب مهمة بشكل خاص للتقدمية المعاصرة، وفي بعض الرؤى للاقتصاد البيئي، فإن إزالة الأطفال المحتملين لأي شخص من معادلة انبعاث الكربون هو نوع من التعويضات البيئية. هنا توجد أوجه تشابه ثقافية مع مخاوف الاكتظاظ السكاني في سبعينيات القرن الماضي، والتي غالبا ما اتخذت شكلا أكثر عنصرية (الكثير منها كان هناك، في الهند أو الصين) ولكنها نسجت أيضا نسخة من المسؤولية التقدمية اليوم. عندما أنجبني والداي في بيركلي، كاليفورنيا، في عام 1979، في بيئة ليبرالية إلى أقصى حد في ذلك الوقت، لم يكن لديهما أصدقاء تقريبا لديهم أطفال، وكانوا يتعرضون للتوبيخ أحيانا لأنهم يدفعون الأرض للقرب من أقصى قدرتها على التحمل. انحسر هذا النوع من الخوف إلى حد ما خلال العقود اللاحقة، لكنه عاد مرة أخرى إلى الصدارة الآن، مثل علم التنجيم.

لكن يبدو أن هذه الدورة ربما تكون مرتبطة أيضا باتجاهات الالتزام والمعتقد الدينيين. لماذا، على سبيل المثال، تسبب تغير المناخ على ما يبدو في مخاوف إنجابية أعمق من تهديد عصر أيزنهاور بالهلاك النووي، والذي لم يعرقل تماما طفرة المواليد؟ ربما لأن أميركا كانت تشهد انتعاشا دينيا في الخمسينيات من القرن الماضي، بينما كانت السبعينيات فترة علمانية سريعة أو على الأقل لاستئصال نفوذ الكنائس، وبالمثل، فإن العقدين الماضيين، واللذين أسفرا عن أقل البالغين الأصغر سنا تعليما في الكنائس في التاريخ الأميركي الحديث.

كما أنه من المنطقي أن تصبح الخرافات مثل علم التنجيم هي الأكثر شيوعاً وسط الاضطراب أو الانحدار الديني، فليس من المستغرب أن مثل هذه الفترات من شأنها أن تولد مخاوف ثقافية حول إنجاب الأطفال إلى العالم. في إطار مخاوف من موت الحضارة الحديثة، يمكن القول إنهم يشاركون في خوف رئيسي من الموت نفسه.

والناس الذين نشؤوا في بيئة علمانية لا يريدون إنجاب أطفال لأنهم يخشون أن يعاني الأطفال ويموتون وسط ارتفاع مستويات سطح البحر أو حرائق الغابات أو غيرها من الكوارث البيئية. إنني لا أعتقد أنهم غير صادقين، لكني ما زلت أشك في أن الخوف من المعاناة والموت في حد ذاته أكثر أهمية من نوع المعاناة والموت المتصور - أن الفكرة العامة المتمثلة في إنجاب طفل محكوم عليهم بالانقراض هي الأكثر إثارة للخوف، وليس المخاطر المحددة لتغير المناخ.
من الواضح أن الاحتباس الحراري هو عنصر الشحذ، «تذكرة الموت أو ميمنتو موري» (عبارة لاتينية تعني «تذكر أنك ستموت»)، مثل زمن الحرب أو الوباء، فإنه يفرض التركيز على واقع قد يظل بعيدا عن الذهن. لكن الحقيقة نفسها - أن الجميع يعانون، والجميع يموتون - تبدو أكثر جوهرية. في ظل القلق بشأن الأطفال الافتراضيين الذين يتصرفون بشكل سيئ في ظل تغير المناخ، فإن الخيال العلماني يسمح بتوجيه نفسه نحو التحليل القاسي لبليز باسكال:
«دعونا نتخيل عددا من الرجال المقيدين بالسلاسل وجميعهم محكوم عليهم بالموت، حيث يُقتل بعضهم كل يوم على مرأى من الآخرين، ومن يبقون يرون مصيرهم في مصير رفاقهم وينتظرون دورهم، ينظرون إلى بعضهم البعض. بحزن وبلا أمل. إنها صورة لحالة الإنسان».

أو بالأحرى صورة البشر في عالم ملحد. لا يعني هذا أن هذا الاستنتاج القاسي أمر لا مفر منه. بالتأكيد سيجد العديد من الملحدين أسبابا لمعارضة ذلك. لكن من الواضح أن مشكلة المعنى في كونٍ بلا هدف تخيم على الدوائر الأكثر علمانية في مجتمعنا، مما يضفي مقاومة مدهشة لجميع أنواع الدوافع والأفكار الروحية، ولكن ربما يساهم أيضا في أشكال معينة من الرهبة الوجودية.

إنني لا أقول إن العلمانية هي العامل الوحيد، على سبيل المثال، في ارتفاع معدلات القلق والتعاسة والانتحار بين المراهقين الأميركيين. إن تفسيرات الزيادة الأخيرة في بؤس المراهقين التي تركز على تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثير الوباء، والأبوة والأمومة المفرطة في الحماية وعوامل أخرى، كلها منطقية للغاية.

لكن التحولات الدينية تنتمي إلى تلك التفسيرات أيضا، خاصة أن الاكتئاب والقلق يبدوان أكثر حدة بين الأميركيين الأصغر سنا والأكثر ليبرالية. وغياب الأمل الديني المطلق قد يلقي بظلال اليأس على النفوس التقدمية الشابة، مما يجعل المخاوف بشأن أخلاقيات الإنجاب حادة بشكل خاص.
في مواجهة هذه المخاوف، يحث العمود الذي كتبه زميلي على الإيمان بمستقبل تتغلب فيه الإرادة البشرية على التهديدات الوجودية، وتبشر بعالم «مُرحِب» وحتى «مثير».

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»