استمراراً لنهج الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والتلاحم الاجتماعي ووحدة القيادة والسيادة في الدولة، قام المجلس الأعلى للاتحاد، السبت الماضي، بانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بموجب المادة 51 من الدستور، وبالإجماع المطلق أضحى سموه الرئيس الثالث في تاريخ الدولة، خلفاً للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله.
صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قبل أن يوليه إخوانُه أصحابُ السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد الثقة لتولي الأمانة، كان الجميع متلاحمون معه في كل القرارات المصيرية التي حافظت على سيادة الإمارات ونموها على كل الأصعدة، وهو رئيس القلوب قبل كل شيء، ويحظى بالدعم الكامل من شعبه لإكمال المسيرة بعد أن كان خير سند لشعبه في كل الظروف. كان وما يزال قائداً حقيقياً يلتف حوله شعبُه في جميع المواقف، والشواهد على ذلك لا حصر لها.
وفي الخارج هو الرجل القوي في الشرق الأوسط حسب آراء الإعلام الدولي وكبار الساسة في العالم، وهو مَن أخذ على عاتقه في السنوات الأخيرة تحويل الدولة إلى قوة إقليمية كبرى في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية، ولعب خلال جائحة فيروس كورونا دوراً كبيراً في الجهود العالمية الرامية إلى مواجهة الجائحة وآثارها في الكثير من مناطق المعمورة، فامتدت أياديه البيضاء لمساعدة البعيد والقريب عندما توقفت رحلات الطيران في العالم وكانت دول كبرى تعاني من نقص المواد الطبية الأساسية، لتقف معها الإمارات في المحنة ولتتأكد مرةً أخرى مكانة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضمن أبرز القادة المؤثرين في إدارة الأزمات العالمية.
وما لا ينبغي أن يغيب عن الذهن أن ما تحظى به الدولة من أمن وأمان واستقرار مالي واقتصادي وتوفر احتياطات استراتيجية للأجيال، كان نتيجةً رؤية خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لتنويع الاستثمارات في الداخل والخارج، عبر الصناديق السيادية للدولة ومن خلال برامج مستدامة داعمة لما تم بناؤه في الماضي.
كما ينبغي أن نشير لوقوف سموه بحزم في وجه التعصب والتطرف والإرهاب بكل أنواعه وشعاراته، بعد أن بذل جهوداً جبارة لاستئصال الأيديولوجيات والأفكار الراديكالية، ولذا فالعالم كله مدين لسموه بما بذله من أجل الاستقرار، لا سيما في الشرق الأوسط، ومن أجل منع زعزعة المنطقة بأكملها، وكونه وضع الإمارات على الخريطة العالمية كقوة دبلوماسية وعسكرية واقتصادية ومعرفية وتقنية مهمة، حيث كان وراء النهج السياسي والإداري الذي بفضلة أصبحت الدولة لاعباً عالمياً على الساحة الدولية، كما جعل من التسامح والسلام سياسةً خارجية لها.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وما يزال، في تفاعل مستمر مع شعبه، يتواصل معه من خلال نظام تشاور فريد من نوعه في العالم. فهو يجتمع بزواره من مواطني الدولة في مجلس سموه بصورة دائمة، ويسمع منهم همومهم الحياتية وطموحاتهم وآراءهم، ويحل المشكلات التي تواجههم بشكل فوري. إنها ديمقراطية نتوارثُها جيلاً بعد جيل وتعكس نمط ثقافتنا وقيمنا كشعب، وفي إطارها نجد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة يستجيب لاحتياجات المواطن في كل شبر من هذا الوطن المعطاء، وهو في ذلك شبيه بالوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ولا غرابة في ذلك إذ قد تربى وتتلمذ على يديه.
ولذلك فشعب الإمارات متفائل جداً بالمرحلة القادمة، حيث ستتنقل الدولة من التمكين لتصبح ضمن الدول القائدة في العالم، أي في قائمة بلدان القمة دائماً.


كاتب وباحث إماراتي في شؤون التعايش السلمي وحوار الثقافات