تشكّل أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015، خريطة طريق لتحقيق مستقبل أفضل للبشرية، ورؤية عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض، وضمانِ تمتُّع جميع الشعوب بالسلام والازدهار. ومنذ تصديق دولة الإمارات على هذه الأهداف، وهي ملتزمة بتبنّيها وجعْلها جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات وزاراتها ومؤسساتها العامة والخاصة وعملها الخارجي. 
ويأتي تقرير الاستعراض الطوعي الثاني الذي أعدّته اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة ليؤكد دور الإمارات المحلي والدولي في تحقيق تلك الأهداف، إدراكًا من قيادتنا الرشيدة بأن الدول لا يمكنها العمل منفردة لتحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي داخل حدودها فقط، بل ينبغي لها أن تتعاون مع الآخرين لضمان تحقيق تلك الأهداف المستديمة للعالم أجمع.
ويسلّط التقرير المذكور الضوء على الشراكات العالمية التي عملت دولة الإمارات على إقامتها وترسيخها بهدف مساعدة الدول ودعم المجتمعات الأقل حظًّا، ويُبرز المساعدات التي قدّمتها الإمارات لمختلف دول العالم بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة كالقضاء على الجوع ومكافحة الفقر وتوفير الصحة الجيدة. إذ تُدرك دولة الإمارات تمام الإدراك أن الفقر مرتبط بعدة أسباب، لذلك جعلت جهودها لاستئصاله تبدأ بضمان الحياة الكريمة لأفراد المجتمع، وتطوير التعليم وتعميمه، وتوفير مناخ اقتصادي يتيح للجميع فرص العمل وتحقيق سُبل العيش الكريم. 
وبالرغم من الظروف البيئية المحلية الصعبة، فقد استمرّت دولة الإمارات في إطلاق العديد من المبادرات المحلية الرامية لضمان الأمن الغذائي، كما تواصل اهتمامها بالاستثمار في المشاريع الغذائية في الخارج لتأمين إمداداتها الغذائية وحمايتها من تقلّبات الأسواق العالمية. وضِمن جهود القضاء على الجوع في العالم، تنفق الإمارات سنويًّا مليارات الدراهم لتوفير الدعم والإغاثة المباشرة للدول والمجتمعات الفقيرة والمنكوبة، وإطلاق البرامج والمبادرات الهادفة إلى إحداث تأثير مستدام داخل تلك الدول والمجتمعات. 
وعلى صعيد «الصحة الجيدة والرفاهية التامة»، تخصّص الإمارات جزءًا مهمًّا من ميزانيتها السنوية للقطاع الصحي الذي تؤكد المؤشرات الدولية أن معاييره المحلية تتفوّق على مثيلاته الإقليمية والدولية، كما أنّ استجابة الإمارات لجائحة «كوفيد-19»، وإسهامها على الصعيد الدولي في إدارة تلك الأزمة الصحية يُظهران المدى البعيد الذي بلغته الدولة في تحقيق هذا الهدف من أهداف التنمية المستدامة.
كلُّ تلك الإنجازات المبهرة ما كان لها أن تكون لولا التطلّعات والتوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة التي وَثِقت بقدرات أبنائها وسعت إلى تطوير قدراتهم وتسليحهم بالمعارف التي مكّنتهم من تحقيق المعجزات، منطلقين من القيم والمبادئ النبيلة التي جعلها الآباء المؤسسون ركنًا منيعًا أقاموا عليه بناء هذه الدولة المعطاء.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية