قبل متحور أوميكرون، كان ثلث الأميركيين قد أصيبوا بفيروس كورونا، لكن بحلول نهاية شهر فبراير الماضي، ارتفع هذا المعدل إلى ما يقرب من 60 بالمئة، بما في ذلك حوالي 75 بالمئة من الأطفال و60 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عاماً، وفقاً للبيانات الصحية الفيدرالية التي صدرت الأسبوع الماضي.
وتقدم البيانات المستمدة من اختبارات الدم أول دليل على إصابة أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة، أو 189 مليون شخص، مرة واحدةً على الأقل منذ بدء الوباء، أي ضعف العدد الذي ينعكس في تعداد الحالات الرسمية. ومع ذلك، حذَّر المسؤولون من أن البيانات الواردة في تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لا تشير إلى أن الناس لديهم حماية ضد الفيروس في المستقبل، خاصةً ضد متحوراته القابلة للانتقال بشكل متزايد.
وقالت روشيل والينسكي، مديرة مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، خلال إفادة إعلامية: «نواصل التوصية بأن يكون الجميع على اطلاع دائم بمواعيد التطعيمات، وأن يحصلوا على جرعات التطعيم الأساسية والجرعات المعززة، عندما يكونون مؤهلين لذلك».
ومن جانبها، قالت كريستي كلارك، المسؤولة بمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والتي وضعت التقرير، إنه بحلول شهر فبراير الماضي «زادت الأدلة على إصابات سابقة بكوفيد-19 بشكل كبير بين جميع الفئات العمرية، مما يعكس على الأرجح الزيادة في الحالات التي لاحظناها مع ظهور متحور أوميكرون في البلاد». وأضافت كلارك أن أكبر الزيادات حدثت بين أولئك الذين لديهم مستويات أقل من التطعيم، مشيرةً إلى أن كبار السن كانوا أكثر عرضةً للتلقيح الكامل.
وكانت أكبر الزيادات في الأطفال والمراهقين حتى سن 17 عاماً، حيث أصيب حوالي 75 بالمئة منهم بحلول شهر فبراير، بناءً على عينات الدم التي تبحث في الأجسام المضادة التي تم تطويرها استجابةً لعدوى فيروس كورونا، لكن ليس استجابةً للتطعيم. وتمثل هذه النسبة حوالي 58 مليون طفل.
وتشير بيانات فحص الدم إلى أن 189 مليون أميركي أصيبوا بفيروس «كوفيد-19» بحلول نهاية فبراير، أي أكثر من ضعف عدد الحالات البالغ 80 مليون الذي أظهره متعقب الحالات التابع لصحيفة «واشنطن بوست»، والذي يستند إلى بيانات حالة الإصابات المؤكدة. وقالت كلارك: إن ذلك بسبب أن اختبارات الدم تلتقط الحالات التي لا تظهر عليها أعراض وغيرها من الحالات التي لم يتم تأكيدها في اختبارات فيروس كورونا.
مع ظهور متغير أوميكرون، توقّع المسؤولون أنه سيكون هناك المزيد من الإصابات. وأضافت كلارك: «لكني لم أتوقع أن تكون الزيادة بهذا القدر». وأوضحت أن مركز السيطرة على الأمراض على وشك نشر دراسة أخرى بشكل منفصل، وهي تقدر وجود ثلاث إصابات لكل حالة تم الإبلاغ عنها.

لينا إتش صن 
صحفية متخصصة في شؤون الصحة العامة والأمراض المعدية.

دان كيتينج 
صحفي متخصص في تحليل البيانات 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»