ارتفعت أسعار الذرة لليوم الثالث في شيكاغو، لتسجل أعلى نشاط لها منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وسط تباطؤ المبيعات من البلاد ومخاطر أخرى تتعلق بالإمدادات المستقبلية. وارتفعت العقود الآجلة للذرة بما يصل إلى 0.9 في المئة، مقتربة من أعلى مستوى لها منذ عام 2012. وقد خفضت كل من وزارة الزراعة الأميركية والأمم المتحدة توقعاتهما بالنسبة لشحنات الذرة الأوكرانية يوم الجمعة.

تقوم أوكرانيا، وهي المورد الرئيسي للحبوب والبذور الزيتية، بشحن بعض المحاصيل عن طريق السكك الحديدية، لكن الكثير من مبيعاتها في الخارج محدودة لأن موانئها لا تزال مغلقة إلى حد كبير بسبب الحرب. ومن المتوقع أن تستمر القيود المفروضة على العرض في موسم 2022-23، حيث تتوقع جمعية الحبوب الأوكرانية انخفاض محصول الذرة بنسبة 39 في المئة عن العام الماضي.

يتحول التركيز إلى الطقس عبر بقية النصف الشمالي من الكرة الأرضية مع بدء عمليات الزراعة، في وقت يمكن فيه للأسمدة باهظة الثمن أن تحد من الزراعة. وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك «آي إن جي»، في تقرير يوم الاثنين الماضي، إن المخاطر المحيطة بالعرض الأوكراني تواصل تقديم الدعم.

ارتفعت العقود الآجلة للذرة بنسبة 0.8 في المئة، لتصل إلى 7.6675 دولار للبوشل (مكيال) في مجلس شيكاغو للتجارة. وقد تكون المكاسب المسجلة لليوم الثالث على التوالي أطول مسيرة منذ 24 فبراير الماضي، عندما غزت روسيا أوكرانيا. في الولايات المتحدة، قد تتسبب «عاصفة شتوية كبيرة» في تساقط الثلوج بكثافة على ولايات السهول الشمالية ابتداء من ليلة الاثنين، وفقاً لخدمة الأرصاد الوطنية. من المتوقع أيضاً أن يكون الطقس أكثر برودة من المعتاد في وسط الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، في وقت تبدأ فيه زراعة الربيع عادة في التسارع.

وامتد نشاط العقود الآجلة للقمح لتصل إلى أعلى ارتفاع لها في أسبوعين في شيكاغو. وتتوقع مجموعة الحبوب الأوكرانية أن ينكمش محصولها إلى 18.2 مليون طن، أي ما يقرب نصف إنتاج العام الماضي. ومن ناحية أخرى، أدى نقص المياه في الأرجنتين إلى زيادة المخاوف، مع احتمال تعرض زراعة القمح للخطر، وفقاً لـ«مجلس روزاريو للتجارة»

. ويبدأ بذر الحبوب في الشهر المقبل. كما يؤدي ارتفاع تكلفة الأسمدة إلى تفاقم التحديات التي يواجهها المزارعون في الدولة، التي تعد مصدراً رئيسياً للشحن. ومن ناحية أخرى، تخيِّم مشاكل الطقس والتضخم لدى المنتجين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة والبرازيل، على التوقعات بشأن إمدادات المحاصيل في 2022.

وفي حين رفعت وزارة الزراعة الأميركية توقعاتها لمحصول الذرة البرازيلي الحالي أكثر من المتوقع، فإن الاختبار الحقيقي سوف يتكشف خلال الأسابيع العديدة المقبلة. يعتبر شهر أبريل فترة مهمة لزراعة الحبوب، وإذا لم تصل الأمطار الكافية في الوقت المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى تقليص المحاصيل.

ميجان دوريسين*

صحفية لدى «بلومبيرج» متخصصة في تغطية شؤون الزراعة.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»