سيشهد العالم عمومًا، ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، بعد أيام معدودة، حدثًا استثنائيًّا وتجربة طال انتظارها، هي معرض «إكسبو 2020 دبي»، تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، ما يمثّل أحد أوجه التفوق الإماراتي، ويؤكد مكانة الدولة التنافسية العالمية وقدرتها على تجاوز التحديات التي عصفت بالبشرية، ذلك أنه يعدّ أول الأحداث العالمية الضخمة التي تقام منذ تفشّي جائحة «كورونا»، في بداية العام الماضي.

«إكسبو 2020 دبي» سيكون الحدث الأكثر أهمية خلال هذا العام، إذ يبدأ من الأول من أكتوبر 2021 إلى غاية 31 مارس 2022، ويجمع 192 دولة من مختلف دول العالم، ليتحوّل إلى المعرض الأوسع نطاقًا، منذ أن أُسس قبل نحو 170 عامًا، ضمن حراك عالمي إنساني وثقافي واقتصادي، تستعرض من خلاله الشركات الكبرى أحدث التقنيات والمعدّات التكنولوجية الذكية، وأجهزة الذكاء الاصطناعي، التي ترسخ معايير العلم والتطور، وتسهم في تنمية وتطوير القطاعات الحيوية على اختلافها

. وتؤكد استضافة دولة الإمارات هذا المعرض الضخم، الذي يُتوقع أن يستقبل نحو 25 مليون زائر على مدى 6 أشهر، القدرةَ على تسطير نجاحات جديدة في صفحات التاريخ، فهو دلالة على الخروج من أعنف جائحة صحية ألمّت بالعالم، وهو تأكيد لدعمها الكبير للدول المشارِكة في المعرض في إنجاز أجنحتها على أكمل وجه، وخلال فترة وجيزة، بصورة تجمع بين الأصالة والعراقة والتطور، وتُعبّر عن ثقافاتها وتاريخها ورؤيتها المستقبلية في قطاعات الاقتصاد والطاقة والتكنولوجيا، وغيرها من القطاعات الرائدة التي تضفي على الأمم صورة مشرقة للحضارة والتقدّم. التوقعات حول المردود الاقتصادي على دولة الإمارات من تنظيم «إكسبو 2020 دبي» هذا العام كثيرة للغاية، لكن الأهم من ذلك كلّه أن الدولة حققت ريادةً حين نظّمت المعرض في «زمن الجائحة». والدلالات عديدة على ذلك، أبرزها أن الإمارات مصنّفة ضمن الدول الخمس الأولى عالمياً بالنسبة لتوزيع اللقاح على السكان، وهو أول «إكسبو» يُنظَّم في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا. كما أنه للمرة الأولى خلال تاريخ «إكسبو»، تحصل كل دولة مشارِكة فيه على جناحها الخاص.

إن فوز دولة الإمارات بتنظيم معرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي يُقام مرة كل خمس سنوات، ويسعى إلى عرض الإنجازات التي توصل إليها العلم والابتكار في مجالات عدة، وتشارك فيه حكومات ومنظمات دولية وشركات لها صيت كبير في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا، يشير إلى الثقة العالمية الكبيرة بدولتنا، بوصفها نقطة جاذبة للاستثمارات والأعمال، وبيئة حاضنة للتكنولوجيا المتقدمة.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.