أثار مايكل بريندان دوجيرتي في مجلة «ناشونال ريفيو»، مزيجاً من الاهتمام والغضب بين الصحفيين بقوله، إنه يجب إيلاء مزيد من الاهتمام للأميركيين غير المُطعمين، الذين غالباً ما يعكس ترددهم في تلقي لقاح فايزر أو مودرنا حالة من عدم اليقين والحذر بعد عام من تغير خطاب الصحة العامة، والأخطاء الفادحة والرسائل المضللة. ووجهة النظر البديلة، والتي تستند على الردود على عموده، تنظر إلى الكتلة الكبيرة من غير المطعمين باعتبارهم ضحايا لتخوف كبير مصطنع عمداً، ويمكن إلقاء اللوم في ذلك جزئياً على خداع الذاتي الحزبي لديهم، وجزئياً على الفاعلين الأشرار في وسائل الإعلام اليمينية – من أصحاب «نظرية المؤامرة»، الذين يزدهرون عبر الإنترنت إلى المتشككين في اللقاح إلى السياسيين «الجمهوريين»، الذين يروجون لمقاومة اللقاح.

إن الأعداد الكلية للأميركيين غير المطعمين – ما يزيد على 80 مليون بالغ – تعني أنه يمكن مواءمة وجهات النظر هذه. من الواضح أن هناك شدة في مقاومة التطعيمات، استناداً إلى الهوية اليمينية، والتي تغذيها نظريات المؤامرة عبر الإنترنت، وكذلك الحجج السيئة التي يقدمها إعلاميو قناة «فوكس نيوز» والشخصيات اليمينية. والانقسام بين المطعمين وغير المطعمين يكون أوسع بين «الديمقراطيين» و«الجمهوريين»، لكنه أيضاً انقسام بُناء على التعليم والعمر والجنس والعرق، وانقسام بين الحضري والريفي وبين المؤمن عليهم وغير المؤمن عليهم...إلخ. أجرت مؤسسة «قيصر فاميلي» استطلاعاً للرأي حول معدلات التطعيم التي تساعد في رؤية الواقع.

وفي هذا الاستطلاع، يمكنك رؤية جوهر المقاومة بين المحافظين: بين «الجمهوريين»، قال 23% إنهم لن يتلقوا التطعيم بالتأكيد، وبين «الإنجيليين البيض»، قال 22% إنهم لن يحصلوا عليه كذلك، وهي أرقام أعلى من أي مجموعة فرعية أخرى في الاستطلاع. لكن «الجمهوريين» ليسوا معزولين ببساطة في عالمهم الحزبي. يسود تردد بشأن اللقاحات خارج القاعدة المحافظة، وتبدو أرقام التطعيم الإجمالية لـ«الجمهوريين» والمستقلين في الواقع أكثر تشابها من أرقام المستقلين و«الديمقراطيين». (52% من الجمهوريين تلقوا على الأقل جرعة واحدة من اللقاح، مقابل 61% للمستقلين و86% للديمقراطيين.

وفي الوقت نفسه، فإن 16% من المستقلين يرفضون التطعيم بشدة مقابل 2% من الديمقراطيين.) وبالمثل، من المرجح أن تكون فئات كثيرة مترددة أكثر منها مقاومة بشدة، لكن لا يزال لديها معدلات تطعيم إجمالية قريبة من معدل الفئات «الجمهورية». على سبيل المثال، يبلغ معدل التطعيم بين البالغين السود 60%، مقابل 63% بين الإسبانيين، وكلاهما قريب من معدل التطعيم بين الإنجيليين البيض البالغ 58%. إذن فإن مراجعة بيانات استطلاع «قيصر فاميلي» لا تعطي صورة لجهود التطعيم التي تنهار على صخور عناد «الجمهوريين» وجنون العظمة لديهم. إنها تعطي صورة لجهد ناجح للغاية بين كبار السن والليبراليين المتعلمين جيداً والموالين للحزب «الديمقراطي»، ونتائج ضئيلة بين الفئات الأخرى – من الأقليات العرقية إلى الأميركيين الريفيين إلى الأقل تعليماً والشباب وغير المؤمن عليهم. إن الصداقة التي تظهرها بعض برامج قنوات «فوكس نيوز» للمشككين في اللقاح، هي جزء من هذه المشكلة، لكنها لا تقترب من المشكلة ككل.

وهذا له تداعيات لا تتعلق فقط بإلقاء اللوم على تويتر ولكن على السياسة أيضاً. فالليبراليون المقتنعون بأن المشكلة الرئيسية تكمن في أصحاب نظرية «كيو أنون» (نظرية مؤامرة من ابتداع اليمين الأميركي المتطرف تتناول خطة سرية مزعومة لما يسمى «الدولة العميقة في الولايات المتحدة» ضد دونالد ترامب وأنصاره.) أو «الترامبيين» المتعنتين يميلون بشكل طبيعي إلى الحلول العقابية: مثل الضغط على شركات الإنترنت العملاقة لفرض رقابة على التشكك في اللقاح لإبطال سحر المعلومات المضللة، وإيجاد أكبر عدد ممكن من الوسائل لفرض التطعيمات، وإجبار المتعنتين على تلقي اللقاح أو فقد وظائفهم. ولكن إذا كان غير المطعمين ودوافعهم معقدين وغير متجانسين، فإن هذه الاستراتيجيات ستكون محفوفة بالمخاطر.

لن يكون على الرقابة تأثير يذكر إذا تم فصل العديد من المترددين في تلقي اللقاح عن الإنترنت بدلاً من جعلهم يتصلون بالإنترنت والاستفادة من التجارب الشخصية. ومن المحتمل أن تكون «نسخة دلتا» المتحورة نذيراً لمستقبل يكون فيه كوفيد مرضاً مستوطناً يصاب به كثير من الناس بشكل متكرر، ولكن يتم تخفيف أخطاره عن طريق تلقي التطعيمات والجرعات المنشطة.

*كاتب أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»