حولت لاعبة التجديف الأوليمبية ميجان كالمو والدتها، ماري مارتن، إلى رحّالة. فلأكثر من 15 عاماً، والسيدة مارتن تتابع ابنتها عبر الولايات المتحدة، فيما يقرب من 20 رحلة دولية، وفي ثلاث ألعاب أوليمبية. وفي كل سباق للزوارق الشرعية، كانت دائماً هناك.
هذا النظام انتهى هذا العام.
كإجراء احترازي أثناء الجائحة، لا تسمح دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو لأفراد الأسرة بالحضور شخصياً. من بين إجراءات الإغلاق الأخرى، بما في ذلك الحظر الشامل على المتفرجين، قد لا تبدو إحدى القواعد مرهقة بشكل خاص. لكن المجتمع والدعم من القيم الأولمبية الأساسية، وتعتبر العائلات أمر أساسي في التعبير عنها.
كالمعتاد، لا يصل الرياضيون إلى الألعاب الأوليمبية بمفردهم. وأول قرية أوليمبية يصلون إليها تكون هي محل إقامتهم. أما الآباء فهم المدربون الأصليون لهم وكذلك السائقين. وفي كثير من الأحيان يكونون أكثر المشجعين دعما لهم.

لذلك، ففي هذا العام، وبعد قطع آلاف الأميال، يحاول أولياء أمور اللاعبين مثل السيدة مارتن إيجاد حلول بديلة. فهي تراسل ابنتها منذ أسابيع، وتحاول دائماً معرفة ما الذي سيساعدها في الوقت الحالي. وعندنا تسنح الفرصة، يتصلون بالهاتف.

تقول مارتن «أحيانا نتحدث هاتفياً لفترات طويلة وأنصت إلى ما تقوله. هذا دوري كأم. وأحياناً أسدي لها النصيحة، وأحياناً أستمع إليها فقط».

إن قدرة الرياضيين المشاركين في الألعاب الأوليمبية على المثابرة موثقة بشكل جيد ويشاد بها، خاصة في الألعاب التي يكافحون فيها للحفاظ على أنفسهم. ومع ذلك، فإن نفس التحديات التي تجبر الرياضيين على التكيف مع الوضع هذا العام، تجبر الآباء أيضاً على القيام بنفس الشيء. قد لا يكونون في طوكيو، ولكن من خلال الرموزالتعبيرية (الإيموجي) والرسائل النصية والمكالمات والخطابات، والإنصات لفترات طويلة، يصل دعمهم إلى أبنائهم في المباريات.

تقول كاريل كوهلر، والدة لاعبة التجديف الأوليمبية كارا كوهلر: «نحن نبذل قصارى جهدنا».

قبل أن تبدأ كارا كوهلر بالتجديف في الكلية، كانت يوماً ما تريد أن تتأهل للألعاب كسباحة. قبل دروس السباحة في الطفولة، كانت تشاهد السباقات الأولمبية الشهيرة وترتدي قبعة السباحة ذات الحلقات الخمس. بالنسبة لوالدتها، كان ذلك يعني الاستيقاظ للتدريب في الصباح الباكر، ونقل ابنتها إلى أماكن مختلفة للتدريب، لتعلم لاحقاً أن ابنتها اختارت رياضة جديدة تماماً.
تقول السيدة كوهلر «هناك الكثير من النجاحات والإخفاقات، والكثير من الدعم».
كانت ابنة السيدة مارتن أيضاً تمارس رياضات متعددة في المدرسة الثانوية، لكنهم كانوا يعيشون في بلدة صغيرة في ويسكونسن، وكان من الصعب رؤية ما وراء المنافسة المحلية. تقول: «لم أكن أعلم إطلاقاً أني سأكون والدة بطلة أوليمبية». وعندما حدث ذلك، كان في داخل البلاد.
كان السفر إلى بكين لحضور أول دورة أوليمبية لابنتها عبارة عن برنامج تعليمي حول مدى اختلاف حضور المباريات شخصياً. يمكن أن يكون الأمر مثيراً للارتباك لأن أماكن المباريات متفرقة، والتذاكر محدودة، والقلق واضح.
عندما يبدأ السباق ويعلو صياح الجمهور، تهدأ السيدة مارتن. تقوم بمشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى المذيعين، بينما تنتظر إلقاء نظرة على القارب الوحيد الذي يهمها أكثر.
وهي تقول: «إنه أمر محطم للأعصاب». لكن العلاج السهل للتوتر هو الدعم. في عيد الاستقلال، أرسلت السيدة مارتن وعائلتها، وهم يرتدون ملابس بلون العلم الأميركي، مقطع فيديو لابنتها وهم يهتفون «الولايات المتحدة الأميركية!». وصورت السيدة كوهلر وعائلتها مقطع فيديو مرحاً خاصاً بهم وأرسلوا رسائل تشجيع – وقاموا بالتوقيع على لافتة ستسلمها اللجنة الأولمبية الأميركية.
هذا لا يشبه حضور المباريات شخصيا، لكن جزءاً من دور الآباء أن يجعلوا اللاعب الأوليمبي يثق في قدرته على التكيف بدونهم.

ينشر بترتيبي خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»