د. نجاة السعيد
د.نجاة السعيد* . . دولة الإمارات لا تحقق الإنجازات مصادفة بل نتيجة تبني استراتيجيات عميقة متجذرة، وفق نهج دأبت عليه منذ تأسيسها د.نجاة السعيد* تصدر دولة الإمارات للعام الخامس على التوالي بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2021 الصادر عن مركز التنافسية العالمي. الإمارات حصلت على المركز التاسع عالمياً ضمن الـ 10 دول الأكثر تنافسية اقتصادية في العالم، هو إنجاز ضخم يدل ليس فقط على التفوق بل أيضاً على المثابرة والطموح للوصول للقمة. وبالرغم من ظروف جائحة كوفيد -19 التي أثّرت على الاقتصاد العالمي، إلا أن الإمارات تقدمت على دول مثل الولايات المتحدة، وفنلندا، وكندا، ولوكسمبورج، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، ومن هنا نتساءل ما هو سر هذا النجاح والمثابرة والتفوق؟ يمكننا أن نستشف دافع الجودة في أداء العمل والإصرار على تجاوز التحديات في تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتحديداً عندما ذكر: «الإمارات ضمن الدول العشر الأوائل في التنافسية والأول عالمياً في قدرة الحكومة على التكيف مع المتغيرات، لم نقف أثناء الجائحة ولن نقف بعدها». فعندما تكون القيادة بهذه العزيمة والإصرار، حتما ستكون هذه هي المحصلة. وقد أكد على ذلك معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة «الإمارات للتنافسية»، عندما أشار إلى أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في الاهتمام بالعنصر البشري جعلت من الإمارات نموذجاً عالمياً في التطوير الحكومي، وهو أساس معادلة التنمية التي تبنتها الإمارات منذ بدء مسيرة الاتحاد بتسخير العمل والخدمات الحكومية لخدمة الإنسان ورفاهيته. كل هذا النجاح والإنجاز يدل على أن دولة الإمارات لا تحقق الانجازات مصادفةً، بل نتيجة تبني استراتيجيات عميقة متجذرة، وفق نهج دأبت عليه منذ تأسيسها على يد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، فبالنسبة له الثروة الحقيقية ليست النقدية أو البترولية بل الثروة البشرية المقترنة بالتعليم والمعرفة وتطوير المهارات. كما أن الخصائص التي تميز دولة الإمارات هي نظامها الاتحادي اللامركزي، والذي ساهم في مزيد من التنمية والازدهار للبلاد، وبفضل هذا النظام، بذل كل حاكم قصارى جهده لتطوير إمارته، مما حقق نتائج إيجابية في مسار تنمية الدولة بأكملها. على سبيل المثال، ساهم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، في الاتحاد، من خلال التجارة الحرة إلى أن أصبحت دبي المركز التجاري الرائد في الشرق الأوسط. أما صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمَّد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، فقد خطا خطوات استثنائية نحو تطوير الفرص التعليمية في دولة الإمارات، ومن خلال هذا الاستثمار الهائل في التعليم والمتاحف والنوادي الفكرية، أصبحت الشارقة العاصمة الثقافية للعالم العربي من قبل اليونسكو عام 1998. لقد حققت الإمارات تقدماً كبيراً في العديد من المؤشرات الواردة في تقرير التنافسية هذا العام، لكن هذا النجاح سببه أن الدولة تأسست على أساس صحيح بفضل قيادات الماضي والحاضر الذين ثابروا على النجاح وقاموا بتطويره. * باحثة سعودية في الإعلام السياسي