علّق معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، على الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيس الأميركي جون بايدن وبين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. قرقاش قال في تغريدة بتاريخ 5 مايو الجاري إن: «اتصال الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالشيخ محمد بن زايد وزيارات مسؤولين من السلطتين التشريعية والتنفيذية الأميركية إلى أبوظبي هذا الأسبوع سلّط الضوء على العلاقات الثنائية الاستراتيجية الواسعة والمتميزة. وجوهر التواصل التقدير الكبير لدور الإمارات المحوري في استقرار وازدهار المنطقة»، إن هذا يدل على أن الرؤية الشاملة المدروسة التي وضعتها دولة الإمارات لقوتها الناعمة ودعمتها علامتها الوطنية «nation branding» وخاصة في دبلوماسيتها وسياستها بدأت تؤتي ثمارها. 
لقد شملت محادثة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عدة ملفات وقضايا مختلفة تتضمن الفضاء والمناخ والدفاع والأمن. كما ناقشا التحديات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك أفغانستان، والأبعاد النووية والإقليمية للتهديد الذي تشكله إيران، فضلاً عن السعي المشترك لوقف التصعيد وإحلال السلام في الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد، شدد الرئيس على الأهمية الاستراتيجية لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل. هذا كله يعكس نجاح القوة الناعمة لدى الإمارات وخاصة في سياستها الشفافة والعقلانية ودبلوماسيتها التي تضع التنمية والتطور وإيجاد مخرج للأزمات من أولوياتها.
هنا أصبحت دبلوماسية الإمارات وسياستها من أهم العلامات الوطنية للدولة، وقد ساعدت هذه العلامة في خلق صورة جيدة عنها في المجتمع الدولي، مما عزز قوتها الناعمة. فهذه الصورة هي أن سياسة الإمارات تمتاز بالشفافية والعقلانية، ودبلوماسيتها ترتكز على التنمية والتطور ومخرج للأزمات. نجد ما نجحت به الإمارات في وضع علامة وطنية كداعم لقوتها الناعمة، تقدماً لم تتمكن العديد من الدول النامية وكذلك المتقدمة من تحقيقه، والسبب الأساسي في ذلك ناتج عن اضطرابات تحدث في المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والذي من شأنه أن يشكل الصورة النمطية للدولة. ولتغيير هذه الصورة يحتاج الأمر لأكثر من مجرد العثور على شعار لافت للنظر أو تغييرات شكلية، بل يتطلب دراسة مصادر القوة الناعمة للدولة من أجل استغلالها بشكل فعّال لتعزيز الصورة الوطنية. 
فتغيير الصورة النمطية يحتاج إلى بعد سياسي ودبلوماسي، وهو الذي جعل وزارة الخارجية الأميركية يكون لديها وكيل وزارة للدبلوماسية العامة مهمته «تغيير المشاعر المعادية لأميركا في العالم». وللتمكن من تغيير الصورة النمطية بفعالية، هناك ثلاث علامات وطنية يجب التركيز عليها: العلامة السياسية، والعلامة التجارية، والعلامة الثقافية. كما تحتاج هذه العلامات الثلاث إلى العمل في تآزر لتعزيز الصورة الوطنية للدولة. 
إن أهمية العلامة الوطنية ليس فقط في دعم القوة الناعمة للدولة، بل في تعزيز صورتها ومكانتها في المجتمع الدولي، مما يؤدي إلى أخذ رؤيتها وآرائها في الاعتبار وبالتالي ينظر لها كشريك في اتخاذ القرارات وإيجاد حلول للأزمات الإقليمية والدولية. 

* باحثة سعودية في الإعلام السياسي