قدّرت دولة الإمارات العربية المتحدة أيّما تقدير جهود العاملين في خطّ الدفاع الأول في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، وقدّمت لهم الدعم الكبير ومنحتهم الشعور بأن لعطائهم وجهودهم الجبارة وتضحياتهم أثناء فترة انتشار الفيروس قيمةً كبيرة، فقد بذلوا الغالي والنفيس في سبيل رعاية المصابين والسهر على سلامتهم وراحتهم إلى أن يتجاوزوا الإصابة ومخاطرها ويعودوا إلى بيوتهم سالمين معافين.
آخر مظاهر التقدير للعاملين في القطاع الصحي والطبي، تجسّدت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، رئيس مكتب فخر الوطن، بإطلاق «برنامج منح دراسية في التعليم العالي»، تُقدَّم إلى العاملين في خطّ الدفاع الأول وأبنائهم، بدءاً من العام الدراسي القادم 2021 - 2022، في الجامعات والكليات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، وذلك في إطار تقدير جهودهم وتضحياتهم الرامية إلى حماية صحة المجتمع وسلامته، بدعم من «صندوق الوطن» والقطاع الخاص، وبتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
لقد قدّمت دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في التصدي لجائحة «كورونا» على الصعد كافة، إلا أن أكثر ما يلفت النظر في هذا السياق هو اهتمام القيادة الرشيدة بالقطاع الصحي وبالعاملين فيه، من أطباء وممرضين وفنيّين وغيرهم، تماشياً مع ثقافة الشكر والثناء والتقدير لكل الجهود التي تُبذل في سبيل حماية الأرواح، ذلك أن الإنسان هو الثروة الأغلى في الدولة، والحفاظ على صحته وسلامته هو الخطوة الأولى التي من بعدها يتم الانطلاق إلى تحقيق المستهدفات التنموية الشاملة والمستدامة.
إن الاهتمام بالعاملين في خطّ الدفاع الأول وبأبنائهم يأتي في سياق تقدير إخلاصهم وتفانيهم الذي استحقوا عليه المنح الدراسية في مؤسسات التعليم العالي، ليجسّد ذلك كله أبهى صور التكافل والتضامن والعطاء التي تحرص قيادتنا الحكيمة على تعزيزها وترسيخها، سواء كانت في السياسات المؤسسية أو الممارسات الإنسانية الساعية إلى بناء مستقبل مشرق ومستدام للمواهب الشابّة، وخصوصاً العاملين وأبنائهم في خطّ الدفاع الأول، الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل من أجل صحة أفراد مجتمع الدولة وسلامتهم.
إن الظرف الصعب الذي يمرّ به العالم في هذه الأثناء يشكّل تحديّاً كبيراً للعاملين في القطاعات كافة، لكن أكثر من يواجه تحديات الجائحة هم العاملون في خطّ الدفاع الأول الذين يتعرضون لخطر العدوى، ولذلك فإن مساندتهم ورعاية أسرهم في هذه الظروف هي ردّ لجميلهم المُشرّف، ومنحهم الإحساس بالأمان، وأن هناك مقاعد دراسية جامعية توفّر لهم الفرص بالحصول على تعليم مجاني لهم ولأبنائهم.

* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.