أصبح الحوثيون معضلة لليمن ولاستقرار منطقة الشرق الأوسط ككل، على الرغم من وجود اليمن في أقصى جنوب شرق المنطقة العربية، إلاّ أن صراعه الحالي يمثل مشكلة حقيقية بسبب ما تقوم به ميليشيات الحوثي المصنوعة خارجياً لأهداف من أهمها تقويض استقرار المنطقة التي كلما انحسرت مشاكلاتها عادت لتتفاقم من جديد فتفجرت أزمات أخرى بأيدي جهات متمالئة مع الخارج، وكأن المنطقة ينقصها المزيد من المشاكل والأزمات!
ومعلوم للجميع أن قوى الظلام تسعى ليل نهار لتدمير المنطقة بكل الطرق والأساليب، بغية هلك الحرث والنسل وتخريب المنطقة وبسط نفوذها عليها.
ولطالما كان الحوثيون حجر عثرة أمام أي مشروع سلام يقوم باقتراحه المخلصون من أبناء الأمة من أجل إنهاء هذه المأساة التي أوجدها الحوثيون أنفسهم في اليمن، أو تقترحه من خارجها الدول الأجنبية والهيئات الأممية التي قدمت أكثر من مبادرة بخصوص اليمن. ولم يكتف الحوثيون برفض المبادرات السلمية، بل تجاوزا كل الخطوط الحمر وغير الحمر بحق اليمن وعاثوا فيه فساداً وتدميراً، ثم تجاوزوا ذلك إلى الجيران والأشقاء من خلال اعتداءاتهم المتكررة والمتتالية بطائرات الدرون على مناطق جنوب المملكة العربية السعودية الآمنة، محاولين إشباع رغبتهم الإرهابية في بث الدمار والهلاك، مستهدفين أرواح الأبرياء المدنيين الآمنين المسالمين. وكل هذا الحقد والدمار خدمةً لأهداف جهات إقليمية طالما وظفت الحوثيين كأداة لتنفيذ خططها.. مما يؤكد أنه لا وجود لأي هدف وطني يمني أو مصلحة يمنية في تصرفات الحوثي وأجندته سوى أن يكون مطية مطيعة وأداة عمياء في يد الغير.
إن المعضلة الحوثية تؤثر على منطقة الشرق الأوسط ككل، وهي على تماس ببقية الأزمات الأخرى في المنطقة، وعلى الخصوص ذات الطابع المسلح العنيف والديني والطائفي.. كما تؤثر من خلال تهديدها حركة الملاحة في البحر الأحمر، أحد أهم الشرايين الاقتصادية للعالم.

لذلك ينبغي أن تنصبَّ الجهود الدولية لمواجهة المعضلة الحوثية بشكل أكثر جدية من الوقت الحالي لتفكيك هذه الميليشيا المنقادة خارجياً لتحقيق غايات وأهداف داخل المنطقة وبغية تدميرها فرض السيطرة عليها، تحقيقاً لأطماع الغير في فرض نفسه على المنطقة من خلال جماعة الحوثي. كما تتوجب محاصرة هذه المعضلة حتى لا تنتشر خارج المنطقة، ومنعاً لاحتمالية أن تكون نموذجاً سيئاً لهذا النوع من الجماعات المراد بها التمكين لنفوذ خارجي. وبناءً عليه فإن الجهود هنا يجب أن تتضافرلمواجهتها والحد من خطرها الذي بدأ يستشري ويستفحل في المنطقة ويتجاوزه إلى خارجها.


*كاتب كويتي