عُرفت دولة الإمارات العربية المتحدة بقيمها الإنسانية النبيلة القائمة على العطاء والتضامن، والتي انتهجتها منذ عهد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسّخ في النفوس أهمية عمل الخير، واعتباره قيمة سامية وممارسة تدلّ على إنسانية الإنسان، ووقوفه إلى جانب أخيه الإنسان أينما كان، في الضراء قبل السرّاء، الأمر الذي حفّز على إنشاء هيئات خيرية تعمل على تحقيق هذه الرؤى والتطلعات وفق نظام مؤسسي وأطر تشريعية ورقابية تحقق المستهدف من كل ذلك.
ولأن لشهر رمضان الفضيل خصوصيته في العمل الإنساني وتعزيزه وتوسيع دائرته، تعمل مؤسسات الدولة الخيرية من قبل بدء الشهر الفضيل، على وضع برامج وخطط تُعلي من شأن التضامن والعطاء والبذل. وفي هذا الصدد كانت إدارة البرامج في «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية» قد انتهت قبل بدء الشهر الكريم من إعداد برامجها في المساعدات الغذائية، التي سيتم توزيعها خلاله، وتتمثل في توزيع عشرة آلاف وجبة رمضانية طوال أيام الشهر على العمال والمحتاجين في أرجاء مدينة أبوظبي، وتوزيع التمور على سائر الفئات المحتاجة والمسجلة في المؤسسة، إضافة إلى تخصيص نصف مليون درهم لقسائم شراء تُوزّع على الأسر المتعفّفة في الشهر الفضيل.
وإضافة إلى «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية» التي أمر بتأسيسها صاحب الإحسان الشيخ زايد، رحمه الله، في عام 1992، فإن هناك العديد من المؤسسات الخيرية التي تسعى إلى تقديم المساعدات الخيرية والإنسانية بهدف تحسين مستويات المعيشة داخل الدولة وخارجها، وأبرزها: مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وغيرهما من مؤسسات تحرص على توفير مساعدة المعوزين وأصحاب الحاجة طيلة أيام السنة، وتحديدًا خلال الشهر الكريم، بما يحفظ كرامتهم ويحميهم من العوَز وذل السؤال.
إن ما تركه الشيح زايد، رحمه الله، من خير في النفوس، كان وسيبقى رسالة تسامح وعطاء، تعود بالبركة والنفع على المجتمع بأسره، عبْر تأسيس مؤسسات خيرية ذات إطار تنظيمي وتشريعي، تمكّن الأفراد من الإسهام في الأعمال الإنسانية عبر وسائل عدّة، تشمل التطوع والتبرع العيني والنقدي، ودفع الزكاة، واعتماد مبادرات تقضي على الجوع وتذهب إلى مستحقيها من الفقراء أو المحتاجين، فضلًا عن تقديم كفالات مالية للأسر الفقيرة والأيتام وطالبي العلم، وأصحاب الهمم والسجناء وأسرهم، وتقديم مساعدات للعائلات محدودة الدخل التي تقع ضمنها فئات اجتماعية عدّة، كالنساء الأرامل والمطلقات، والذين فقدوا وظائفهم وغيرهم من المتعففات والمتعففين.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية