يصادفنا رمضان هذا العام 2021، لتكون هذه المرة الثانية التي يحل فيها الشهر الفصيل في ظل الجائحة، ولكنه هذه المرة يختلف في ظروفه حيث أن اللقاح بات طرفاً رئيسياً كحل أو كمصدر حماية. والحياة في رمضان هذه السنة أفضل من سابقتها، وتسير باتجاه الاطمئنان في نمط الحياة. فإننا لو قمنا بمقارنة رمضان العام الفائت برمضان هذه السنة فسوف نجد بأن الحياة تعود كسابق عهدها شيئاً فشيئاً.
ولم تدخر الجهات المعنية جهداً في نشر التوعية بكل المستجدات في التطعيمات وطرق الوقاية والتعامل مع المرضى، خاصة في شهر رمضان. 

في العام الماضي كانت الجائحة في أوج ظهورها، وعانت منها أغلب المؤسسات الخدمية والتعليمية ودوائر الاقتصاد والمعرفة، وأيضاً المساجد. وآنذاك كان مجتمعنا ملتزم بالإجراءات الاحترازية، كالالتزام بساعات التعقيم اليومي ومراعاة كافة التدابير التي وضعتها السُلطات المعنية لضمان سلام الجميع. أما رمضاننا هذا العام فهو مختلف بعض الشيء لأن الإجراءات التي كانت متبعة خلال المراحل الأولى من الجائحة قد تم تخفيفها، وأصبح النضج المجتمعي هو التصرف المعتمد لتمهيد الطريق نحو التعافي الكامل، بما يضمن عودة الحياة إلى طبيعتها وبصورة سلسة لا تُقلق الأفراد. 
وجب علينا كأفراد استثمار كل ما بنته جهود الدولة لحماية مجتمعها كافة من مواطنين ومقيمين وزائرين، ضمن جهود حازت إعجاب العالم وجعلت الإمارات في قائمة الدول الأكثر نجاعة في التعامل مع الجائحة. ورمضاننا الآن يتطلب منّا التركيز على الوعي المجتمعي الذي نضج خلال ما يزيد على عام. فالمطلوب دوماً أخذ الحيطة والحذر، وترك أماكن التجمعات لحماية النفس وبقية الأفراد من العدوى. فبداية التعافي لا تعني التساهل في الالترام بالتوجيهات والإجراءات الاحترازية.
نعلم بأنّ كوفيد 19 لم ينته بعد، وبأن المسؤولية الكبرى باتت تكمن في سلوكيات الأفراد والمجتمع ككل، وهنا لابد من التركيز على النضج المجتمعي وما يتضمنه من وعي لدى الأفراد داخل أسرهم ومقار أعمالهم، من أجل التكاتف لحماية أبنائنا وفئة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ومن يحتاجون رعاية خاصة. لطالما كان للتجمعات العائلية رونقها الخاص في رمضان ولكن في الظروف «الكورونية» لابد لنا أن نبتعد عن هذه التجمعات التي قد تؤدي إلى خطر الإصابة، ولهذا ننصح بمواصلة اتخاذ اللازم في التباعد الجسدي حماية للجميع.