لكل مجتهد نصيب، والإمارات التي تعمل ليل نهار لتحقق المستحيل تبهر العالم بمنجزاتها الحضارية، لذلك لا بد أن تتصدر وتحقق المراتب المتقدمة عالمياً لتنضم إلى أفضل وأقوى الدول على الأصعدة كافة. فقد ثبتت الإمارات مكانتها العالمية ودورها الكبير، وهي اليوم -وبشهادة العالم من خلال «المؤشر العالمي للقوة الناعمة 2021»- تحقق المركز 17 عالمياً متقدمةً عن العام الماضي ومعزِّزةً هذا التقدم من خلال مشاريع عملاقة. وقد لخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي دور الإمارات العالمي بقوله: «نريد أن نرسل رسالة للجميع بأن دولة الإمارات مستمرة في بناء الجسور مع كافة الشعوب.. ومستمرة في نسج علاقات إيجابية اقتصادياً وتنموياً مع الجميع.. ومستمرة في احتضان ثقافات العالم.. لأننا لسنا دولة في العالم.. بل العالم في دولة».
حقيقةً عندما قرأت تفاصيل المؤتمر العالمي للقوة الناعمة والأسماء الكبيرة القائمة عليه، وحجم العينة التي قام عليها الاستطلاع والتي شملت 105 دول، أدركت أن هذا إنجاز أكبر مما نتخيله، فهو بمثابة تقييم لعمل الإمارات ككل وتحديداً في عام 2020، فالإمارات التي تقف صفاً واحداً مع كبرى الدول من خلال إنجازاتها وتأثيرها والصورة التي تعكسها الدولة، مصدر فخر لنا بما تحققه، فكيف إذا كان هناك عمل حقيقي ومستقبل مشرق لأبناء الإمارات وشعوب المنطقة والعالم، من خلال تخطيط مدروس ومراقبة حثيثة من قادة الإمارات الذين رسموا لنا طريق النجاح ونحن نسير فيه.
وبالنظر أمام بعض الإنجازات التي حققتها الدولة، فالإمارات في المرتبة السابعة في مؤشر السمعة الإيجابية لقيادة الدولة، وضمن العشرة الأوائل في الأمن والأمان واستقرار الاقتصاد والتأثير الدبلوماسي، والإمارات التاسعة عالمياً في تبني التكنولوجيا، وضمن الـ15 عالمياً في الاستجابة لـ«كوفيد-19» وفرص النمو. وهذا واقع نعيشه في الدولة، فالإمارات توفر لسكانها كافة ظروف الراحة والأمان، وتضع في منظورها سعادة شعبها ومستقبله، وهذا لب تلك الدراسة التي تؤكد أننا في الطريق الصحيح لنكون ليس فقط ضمن نخبة الدول، بل الدولة الأولى عالمياً في تحقيق أهدافها ومنجزاتها الحضارية. ويكفي أن نذكر «مسبار الأمل» الذي أنار الدرب لأجيال المستقبل. فأن تكون الإمارات أول دولة عربية تصل للمريخ وضمن عدد محدود من الدول ممن وصلوا إلى الكوكب الأحمر، فهذه حقيقة مصدر اعتزاز لكل عربي. وعندما نذكر ما حققته الإمارات في عام 2020 ندرك أنه تحد كبير لواقع صعب عاشه العالم وما زال يعيشه، حيث انتشر وباء كورونا ليؤثر على كافة الدول وفي كافة الأصعدة، لكننا وبرؤية وتوجيه قيادتنا استطعنا أن نسيطر على هذا الوباء ونستمر في تحقيق المنجزات.
الصورة الإيجابية التي رسمتها وترسمها الإمارات ليست من فراغ، فهي مقرونة بالعمل والجهد المتواصل، وبنتائج ملموسة يعيشها سكان دولة الإمارات ويختبرها الزائر والمقيم، وهذه السمعة الطيبة انتقلت إلى أرجاء المعمورة من خلال أسماء ورموز صارت على كل لسان. فمن في العالم لا يعرف برج خليفة أو مسبار الأمل أو مدننا الرائعة أو جهودنا الإنسانية وأيادينا البيضاء؟! وعلى الصعيد الاقتصادي، فنحن نسير بخطى واثقة نحو المستقبل، ويكفي أن الإمارات مقصد لمواطني 200 دولة في العالم، أي أنك تستطيع في هذه الدولة ذات الطابع العالمي أن تتعرف على جميع شعوب الأرض هنا على أرض الإمارات، وتزور متاحف عالمية وتتعرف على أفضل التقنيات، وتلتقي بنجوم العالم، وتنجح في مشاريعك، وتتمتع بالأمن والأمان وتحقق السعادة.

*كاتب إماراتي