تُحقق التطعيمات نوعين من الوقاية: الأول يمكن أن نُطلق عليه الوقاية الكافية (Effective Immunity)، والتي تمنع حدوث المضاعفات الخطيرة إذا تعرض الشخص للعدوى بالفيروس، وإنْ كان لا يمكنها منع الفيروس من غزو الجسم والاستقرار به، وتوظيف خلاياه لعمل نسخ إضافية، ولكن دون عواقب وخيمة على الشخص نفسه. أما النوع الثاني من الوقاية التي تحققها التطعيمات، فيمكن أن نطلق عليها الوقاية التامة أو المانعة (Sterilising Immunit)، والتي يمكنها وقف حدوث العدوى من الأساس، ومن ثم منع تحول الشخص إلى حامل للفيروس دون أن تظهر عليه أعراض المرض. هذا النوع، هو الهدف النهائي للتطعيمات، وإنْ كان نادراً ما يتم بلوغه، أي أن معظم التطعيمات لا تحقق الوقاية الكاملة ضد العدوى، حتى وإنْ تمكنت من منع ظهور أعراض المرض ومضاعفاته، وبالتالي، يمكن لمن تلقوا التطعيم أن يكونوا مصدراً لنشر الفيروس دون علمهم، وأن يتسببوا أحياناً في إطلاق الشرارة الأولى للأوبئة.
ولكن، ما نوع الوقاية التي تحققها التطعيمات المتوفرة حالياً ضد فيروس كوفيد - 19، هل هي من نوع (الوقاية الكافية) أم أنها من نوع (الوقاية الكاملة)؟ إجابة هذا السؤال ببساطة، غير معروفة.
فالتطعيمات المستخدمة حالياً ضد كوفيد - 19، لم يمر على بدء استخدامها شهران بعد. ونسب الفعالية التي نُشرت مع بدء استخدام تلك التطعيمات، كانت تشير إلى قدرتها على تحقيق الوقاية الكافية، أي منع ظهور الأعراض وحدوث المضاعفات. أما إذا كانت تحقق أيضاً الوقاية التامة، أي منع حدوث العدوى من الأساس، فهو سؤال لا يزال يعمل العلماء على إجابته.
من الضروري جداً التزام من حصلوا على تطعيمات بالمعايير والإجراءات الاحترازية، فليس معنى تلقي الفرد للتطعيم أن يهمل هذه الإجراءات، فالالتزام يضمن عدم تعرضه للمرض، أو تحوله إلى ناقل للعدوى في محيطه الاجتماعي. فالحملات المكثفة للتطعيمات خير وسيلة لكبح جماع الوباء، ومواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية صمام أمان لتخفيض عدد الإصابات والتمهيد للتعافي من تداعيات كوفيد - 19.