على مدى 14 عاماً مضت، قامت مؤسسة التنمية الأسرية، التي تقودها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، بدور فاعل وكبير في تقديم الخدمات المجتمعية، وتمكين المرأة الإماراتية لتكون شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، والاهتمام باعتماد برامج تخدم شرائح وفئات المجتمع كافة، مثل برامج الطفولة والشباب وبرامج كبار المواطنين، لتصبّ كل أهدافها في تكوين أسرة قوية متماسكة قائمة على أواصر المحبة والاحترام، يتمتع أفرادها بحسّ المسؤولية المجتمعية المشتركة، والحفاظ على القيم والمبادئ الأصيلة التي تربَّوا عليها.
ولم تتوقف البرامج والمبادرات التي تطلقها مؤسسة التنمية الأسرية في كل عام، ولم تقلّ فاعليتها خلال العام الماضي 2020، الذي شهد انتشار جائحة كورونا «كوفيد-19»، التي ألقت بتداعياتها السلبية على كل مظاهر الحياة، خصوصًا الاجتماعية والاقتصادية. فعلى الرغم من تلك التداعيات واصلت «التنمية الأسرية» جهودها المميزة ومبادراتها النوعية بتحويل كل خدماتها وبرامجها الاجتماعية، إلى خدمات وبرامج إلكترونية هدفت في المقام الأول إلى تقديم الدعم الاجتماعي والنفسي للأسر والأفراد، فعلى سبيل المثال أُطلِقت حملة «استبشروا» في الفترة من 4 مايو إلى 4 يونيو الماضيين، التي تضمّنت رسائل إنسانية مطمئِنة لكل فئات المجتمع، وتحمل كل أوجه الدعم وبث روح التفاؤل والإيجابية في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد.
كما أطلقت المؤسسة برامج مثمرة وأنشطة تفاعلية ومحاضرات تثقيفية وتوعوية وورش عمل للصغار وكبار المواطنين ومحاضرات ومسابقات بنّاءة، تضمّنت محتوًى عكس جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، في تسخير كل الإمكانيات لمواصلة الحياة بشكل طبيعي والتغلّب على التحديات، إلى جانب إطلاق مبادرة مشروع النظام الإلكتروني للخدمة الاجتماعية المتكاملة للأسرة، الذي يهدف إلى أتمتة عمليات الخدمات الاجتماعية المتكاملة بهدف تيسير حصول الأسر والأفراد عليها بطرق آمنة وفاعلة، حيث استعانت المؤسسة بعدد كبير من الخبراء في شؤون الأسرة والصحة النفسية، وذلك من أجل تقديم أنشطة تفاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تعزيز جودة الحياة الأسرية.
وفضلًا عن ذلك كلّه، تم إطلاق مبادرة «معكم لنساندكم»، بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة، الموجّهة إلى الطلاب المبتعثين في الخارج لاستكمال تعليمهم، ولزوّار دولة الإمارات والعائدين إليها من الخارج، للترحيب بهم والاطمئنان على صحتهم وتوعيتهم بأهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان سلامتهم وسلامة أفراد أسرهم، إضافة إلى توزيع المنشورات التوعوية للإجابة عن جميع استفسارات القادمين حول فيروس «كورونا» المستجد في جميع مناطق الحجر الصحي.
وبناءً على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي، وجّهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» مؤسسة التنمية الأسرية نحو تبنّي المزيد من الخدمات الاجتماعية الجديدة والمبتكرة للعام الجديد 2021، بما يتماشى مع رؤية المؤسسة في التنمية الاجتماعية المستدامة، المتمثلة في إيجاد «أسرة واعية ومجتمع متماسك»، بحيث يتم طرح مبادرات تُسهم بشكل مباشر في الوصول بالأسرة الإماراتية إلى مزيد من التماسك، باعتبارها النواة التي تُنتج مجتمعاً متسامحاً وحاضناً لفئاته كافة، مشيرة سموها إلى أهمية تقديم خدمات تعتمد على ركائز عدة، تهتم بالأسرة ومؤسسة الزواج، والأبناء من أطفال وشباب، إضافة إلى كبار المواطنين، ومن في حكمهم ممن ترعاهم الأسر ويعيشون بينها.
لقد تمكنت مؤسسة التنمية الأسرية، وبفضل الجهود الحكيمة لـ«أم الإمارات» من تحقيق بصمات واضحة في حياة المرأة الإماراتية في شتى المجالات، نتيجة توجيهاتها الحكيمة نحو تمكين المرأة والدفاع عن قضاياها، والاهتمام بتعليمها وتثقيفها وتوعيتها وتعظيم دورها في المجتمع على الصعد كافة، من خلال اعتماد مبادرات كرّست من دورها التنموي، وجعلتها عنصراً فاعلاً في أسرتها ومجتمعها ودولتها.

*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.