«ماذا يفيد الإنسان إنْ هو كسب العالم وخسر نفسه؟». هذا ما جاء في الكتاب المقدس. ولكن من الواضح أن السيناتورات «جوش هولي»، وتِد كروز، ورون جونسون وكل زملائهم «الجمهوريين» من المخططين للانقلاب على نتائج الانتخابات الرئاسية قد نسوا هذه الآية -- إن كانوا يعرفونها أصلاً – وذلك لأنهم مستعدون ليضحّوا بأرواحهم، وروح حزبهم، وروح أميركا – تقاليدنا في انتخابات حرة ونزيهة كوسيلة لنقل السلطة بطريقة سلمية – وذلك حتى يستطيع دونالد ترامب أن يظل رئيساً ويستطيع واحد من أفراد هذه المجموعة خلافته في نهاية المطاف. «الفلسفة» التي تحكم «جمهوريي» طائفة ترامب المفتقرين للمبادئ هؤلاء واضحة على نحو لا لبس فيه: «إن الديمقراطية تناسبنا طالما أنها آلية تمكننا من أن نكون في وضع السيطرة. ولكن إذا لم نستطع الحصول على السلطة، فلتذهب القواعد إلى الجحيم في تلك الحالة، وليذهب النظام إلى الجحيم. فالسلطة لا تنبع من إرادة الشعب – بل تنبع من إرادتنا وإرادة زعيمنا». 
وحتى تكون أميركا صحية وسليمة من جديد، ينبغي على «الجمهوريين» المحترمين – في مناصب المسؤولية وفي الشركات – الانفصال عن هؤلاء «الجمهوريين» الذين لا يتمسكون بالمبادئ وتأسيس حزب «محافظ» لديه مبادئ خاصة. والأمر ملح ومستعجل. وحتى إذا انفصلت مجموعة صغيرة فقط من المشرّعين من ذوي المبادئ المنتمين ليمين الوسط – وزعماء الشركات الذين يموّلونهم – وشكّلوا ائتلافاً محافظاً خاصاً بهم، فإنهم سيصبحون مؤثّرين بشكل كبير في مجلس الشيوخ المنقسم انقساماً حاداً اليوم. ويمكن أن يصبحوا فصيلاً متأرجحاً حاسماً يساعد في تقرير أي من تشريعات إدارة بايدن يمكنها المرور أو تحتاج لتعديل أو ينبغي أن تفشل. 
وفي الأثناء، ستصبح طائفة ترامب «الجمهورية» على النحو الذي تحتاج لأن تصبح عليه حتى تتوحد أميركا من جديد: أي أقلية عديمة المصداقية وعديمة القوة تتألف من أشخاص غريبي الأطوار ينتظرون آخر تغريدة من ترامب على تويتر ليقول لهم فيها ما ينبغي لهم فعلهم أو قوله أو اعتقاده. 
أعلمُ أن تفكيك حزب قائم ليس أمراً سهلاً (ولا محتملاً). ولكن «الجمهوريين» من ذوي المبادئ، أولئك الذين دافعوا عن فوز جو بايدن في الانتخابات بإخلاص وشجاعة، عليهم أن يسألوا أنفسهم: «بعد بضعة أيام، عندما ينتهي كل شيء، هل سنعود بكل بساطة إلى الوضع العادي السابق مع الأشخاص الذين يحاولون بالفعل القيام بأول انقلاب تشريعي في تاريخ أميركا؟».
لأنه عندما تنتهي هذه الحلقة، سيفعل ترامب أو يقول شيئاً آخر شأنا لإضعاف بايدن وجعل التعاون مستحيلا، وسيطالب المدافعون عن ترامب، مثل كروس وهولي وجونسون وزعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن ماكارثي، البلاد بتلبية ما يريد خدمة لمصالحها السياسية، ما سيضع «الجمهوريين» ذوي المبادئ في وضع صعب كل يوم. وفي كل أسبوع سيكون ثمة اختبار ولاء جديد. 
اليوم، لا يوجد تكافؤ بين حزبينا الرئيسيين. ففي الانتخابات التمهيدية، اختارت أغلبية ساحقة من «الديمقراطيين»، بزعامة أميركيين أفارقة معتدلين، الاصطفاف مع بايدن المحسوب على «يسار الوسط»، وليس مع الجناح «الديمقراطي الاشتراكي» من أقصى اليسار الذي يدعو إلى وقف تمويل الشرطة. 
أما على الجانب الآخر، فقد أصبح حزب ترامب «الجمهوري» أشبه بطائفة دينية لدرجة أنه قرر في مؤتمره الوطني ألا يكشف عن برنامج سياسي للحزب، لأن برنامجه سيكون أي شيء يريده «الزعيم المحبوب» في أي يوم. والحال أنه عندما يكف أي حزب عن التفكير – ويكف عن رسم أي خطوط حمر – فإن الحزب سيكون عرضة للاتجاه إلى الأسفل نحو الهاوية أكثر فأكثر، حتى أبواب الجحيم. 
هناك حيث وصل الآن. 
وإذا كانت لديك أي شكوك في أن هؤلاء الأشخاص منخرطون في ما يشبه سلوك «انقلابي»، فإن زملاءهم «الجمهوريين» من ذوي المبادئ ليست لديهم أي شكوك في ذلك. ففي تعليقها على اعتزام «هولي» الطعن في عدد الأصوات، قالت «ليزا موركوفسكي»، السيناتورة «الجمهورية» من ألاسكا: «إنني أعتزم الوفاء لقسمي بالدفاع عن الدستور. وهذا هو اختبار الولاء هنا». ومن جانبه، قال السيناتور «بن ساس» من نبراسكا: «إن الكبار لا يصوّبون مسدساً ملقماً إلى قلب حكومة شرعية». وقال السيناتور «روب بورتمان» من أوهايو: «لا أستطيع تأييد السماح للكونجرس بإحباط إرادة الناخبين». 
وعليه، فإن مخططي الانقلاب سيفشلون. ولكن عليك أن تسأل نفسك: ماذا لو سيطر حلفاء ترامب على مجلس النواب ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا وكان لهم ما أرادوا: أي استخدموا نوعاً ما من المناورات التشريعية وتمكنوا من إبطال فوز بايدن؟ 
إنني أعرف جيداً ماذا كان سيحدث. الكثير من الـ81 مليون أميركي الذين صوّتوا لبايدن كانوا سينزلون إلى الشوارع – وكنت سأكون واحداً منهم – وربما كانوا سيقتحمون البيت الأبيض ومقر الكونجرس والمحكمة العليا. وكان ترامب سيستدعي الجيش، أما الحرس الوطني، الذي يقع تحت إمرة حكام الولايات، فكان سينقسم حول هذا الأمر، وكنا سنغرق في حرب أهلية. 
هذه هي النار التي يلعب بها هؤلاء الأشخاص. وبالطبع، هم يعرفون ذلك. ويعوّلون على تصويت أغلبية من زملائهم من أصحاب المبادئ والمصادقة على انتخاب بايدن – والتأكد من فشل جهودهم. وبتلك الطريقة، يحصلون على أفضل ما في جميع العوالم: إشادة بين ناخبي ترامب لأنهم اتبعوا «مزاعمه الكبيرة» -- ادعاءه بأن الانتخابات زُوّرت -- من دون الزجّ بنا في أتون حرب أهلية. ولكن الثمن على المدى البعيد سيكون باهظاً: تقلص ثقة كثير من الأميركيين في نزاهة انتخاباتنا الحرة والنزيهة باعتبارها الأساس لنقل السلطة بشكل سلمي. 
كاتب وصحافي أميركي 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
Canonical URL: https://www.nytimes.com/2021/01/05/opinion/trump-republicans-election.html