تتعدَّد الوسائل والطرق التي تقدم من خلالها دولة الإمارات العربية المتحدة مساعداتها الإنسانية، ومن بينها التعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية التي تؤدي أدواراً ضرورية في إنقاذ العالم من أشباح المرض والجوع والفقر. ويمثل «برنامج الأغذية العالمي» واحدةً من المؤسسات التي تقدِّم دولة الإمارات من خلالها أشكالاً مختلفة من المعونات والمساعدات، من أجل مواجهة تفشي الجوع وسوء التغذية في العالم، وهي المشكلة التي يمكن فهم حجمها إذا علمنا أن إحصائيات البرنامج تفيد أن «821 مليون شخص - أي ما يساوي واحداً من بين كل تسعة أشخاص في العالم - ينامون كل ليلة بمعدة خاوية، وأن واحداً من بين كل ثلاثة أشخاص في العالم يعاني أحد أشكال سوء التغذية». وتفاقمت المشكلة مع تفشي «كوفيد - 19»، وما ترتب عليه من تبعات تحمَّلت أعباءها الدول الفقيرة بشكل خاص.
وقد أشاد «برنامج الأغذية العالمي» بهذه المساعي الإماراتية النبيلة، في تصريح على لسان مدير مكتبه في الدولة، مجيد يحيى، نُشر الأحد 16 أغسطس 2020، وجاء فيه أن «دولة الإمارات تلعب دوراً حيوياً في الاستجابة للعديد من الأزمات الإنسانية على المستويين الإقليمي والعالمي، تجلى بوضوح كبير من خلال الجهود التي بذلتها ولا تزال تبذلها منذ بدأ تفشي فيروس كوفيد - 19، لمساعدة العديد من المجتمعات والدول المتأثرة على مواجهة الآثار المدمّرة للجائحة». وأشار مجيد يحيى إلى أن الموقع الجغرافي المتوسط للدولة دعَم جهود القيادة الرشيدة في تحويلها إلى المركز الإنساني الأكبر عالمياً لبرنامج الأغذية العالمي، حيث يمكن الوصول من الدولة إلى الدول والمناطق المتضررة في مختلف أنحاء العالم في وقت قياسي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تتلقى فيها دولة الإمارات إشادة من البرنامج بما تقدِّمه إليه من دعم، ففي 4 مايو 2020 أطلقت الدولة، بالتعاون مع البرنامج، جسراً جوياً دولياً، من أجل توفير الإمدادات الصحية والمستلزمات الطبية للمناطق الأكثر احتياجاً في ظل تفشي «كوفيد - 19»، وخصصت أسطولاً من الطائرات لهذا الغرض. وجاء اتخاذ هذه الخطوة بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بعد سويعات قليلة من محادثة هاتفية أجراها سموه مع المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إثر إعلان البرنامج أن الإمدادات الصحية أصبحت «تشكل مسألة حياة أو موت». 
وقد سبق لديفيد بيزلي الإشارة، في 10 فبراير 2019، إلى أن «دولة الإمارات تحتضن أكبر مدينة للإغاثة الإنسانية على مستوى العالم، وهي المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، التي توفر استجابة عاجلة لأي متطلبات إغاثية في مختلف أنحاء العالم، وتؤمّن طرقاً مبتكَرة ووسائل النقل العاجل لجميع المواد الغذائية للمحتاجين والمعوزين في شتى بقاع الأرض».
ويعكس حجم الدعم المالي الذي تقدمه دولة الإمارات إلى برنامج الأغذية العالمي ضخامة ما ترصده للأهداف الإنسانية للبرنامج، إذ حلَّت الدولة في المركز الخامس عالمياً بين أكبر المانحين عام 2019، بما قيمته 270 مليون دولار، بعد الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وألمانيا. وبالمقارنة بهذه الاقتصادات الأضخم عالمياً يمكن أن نقيّم بشكل حقيقي حجم ما تتبرع به الدولة لمكافحة الجوع وسوء التغذية عبر العالم.
ما تتضمَّنه السطور السابقة من معلومات عن المساعدات المخصصة لدعم مؤسسة إنسانية واحدة إنما يلقي الضوء على الأعباء التي تتحملها دولة الإمارات في دعم عشرات المنظمات الخيرية والإنسانية، إلى جانب المساعدات المادية والعينية المباشرة التي تنطلق إلى كل مكان بالعالم في حالات الكوارث والأزمات، انطلاقاً من قيم الدولة وتقاليدها الراسخة، وواجبها الأخلاقي الذي تسارع إلى أدائه، ومسؤوليتها إزاء المعوزين والمحتاجين والفئات الضعيفة في أي مكان من العالم.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدرسات والبحوث الاستراتيجية