تجيء اتفاقية السلام الإماراتية الأميركية الإسرائيلية كخطوة شجاعة لصناعة قطبية سلام ديبلوماسية عالمية جديدة، من خلال إيقاف عملية الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، إضافةً إلى وضع خارطة تطرح سبل تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية، ولتبعث الأمل لدى الشعوب العربية في مستقبل أجيالها. إذ لطالما استمع العالم لمُلّاك البروباغندا الإعلامية في العالم، ولفارضي سطوة الشعارات، لكنه لم يجن منهم لا سميناً ولا غثاً، بل كانوا بمثابة القلب الذي يضخ خراباً ونزاعاً ويوسّع الجرح بدلا من المساعدة في التئامه، وها قد جاء الوقت الذي ينصت فيه العالم لنداء السلام واحترام الإنسان.
لذلك أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بالاتفاقية، وقال: «التاريخ يكتبه الرجال والسلام يصنعه الشجعان»، وهو وصف دقيق للإنجازات الإماراتية ذات الديمومة ابتداءً من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحتى الخطوات التي تتصدر الساحة العالمية اليوم، بحكمة ومسؤولية ملتزمة بعَقد الإنسانية الواسع. 
وتتابع الإنجازات الإماراتية، برعاية حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بما ينم عن ولاء وإخلاص حقيقيين لـ«رسالة زايد للسلام» وعن سعي لتوطيد العلاقات الإنسانية، ولوقف أعمال العنف وإشاحة السواد عن البيوت الفلسطينية، وفتح باب الأمل أمام الشباب العربي والفلسطيني الذي تقف آماله محبطةً بين ظلمات المخيمات، وتتجمد أقدامه في وحل الشقاء والتشرد، ليزهو غداً برسم أحلام بلا خيبات، وليعيش حياةً مستقرة وكريمة. 
وإزاء القضايا الإنسانية عامةً، والقضية الفلسطينية خاصةً، أثبتت الإمارات أنها صوت المساندة والدعم والاحترام للحق وللإنسانية ولدماء الأطفال والنساء.. في حين يقف نفر معروفون بأنهم صوت «المعارضة» المتاجِرة بالعشارات والمزايدات. 
وعلى الجانب البعيد جداً من الطموح الإنساني والأخلاقي، تتعالى الآن أصوات شاحبة تحاول إيصال ونشر سلبيتها المقيتة، مرتديةً رداءَ الأديان والسياسات المتعرجة التي تسهر ليلها الطويل، إفساداً وتعثيراً وإشاعةً للخراب والكراهية، لتنصّب نفسها اليوم ناطقاً باسم العروبة وترفع شعاراتها الرثة التي لم نر لها نتاجاً إلا زيادةً في التمزق، وإبعاداً للوحدة، وتكبّراً على الحقيقة، وعنجهيةً في تحقيق المصالح القومية، دون الالتفات حتى لحقوق الشعب الذي تتاجر باسمه. وهذا تجسيد فعلي للصورة التي قرأتها، منشورةً على إحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ فالطائر الوحيد الذي يستطيع أن يعلو جسد النسر هو الغراب، وبنزق بالغ يقوم بتثبيت نفسه فوق ظهر النسر، ناقراً لرقبته، في محاولة إزعاج لا تثير اهتمام النسر، لا للرد ولا للهجوم، بل يظل فارداً جناحيه محلِّقاً بزهو في السماء، متسامياً في الأعالي حتى تقل نسبة الأكسجين المتاحة للغراب الذي يضطر عندئذ للانسحاب والسقوط من على ظهر النسر.. وكذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، ستستمر في المحافظة على جهودها لتحقيق الإنجازات الدؤوبة، مؤْثرةً المصلحة الإنسانية، وستظل تنظر للعالم بعين زايد العطاء، زايد الإنسان الذي كان يجيب عند السؤال عن عطائه وعونه للآخر، بأنه سبب لإيصال عطاء الله للبشر. 
تجاوزت الإمارات بهذه الخطوة السبّاقة، الانكفاء على الشعارات البرّاقة الحاشدة لتعاطف يخدم مصالح لا تمت لسلام المنطقة بصلة، بل تتاجر بمستقبل أجيال الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات حول العالم. لكن دولة الإمارات العربية المتحدة كما اعتدناها، دولة مشروحة الصدر دائماً للسلام ولدعم قيم التعايش، ولصون الحقوق الأساسية للشعوب المقهورة، والشعب الفلسطيني أبرزها، من خلال أفعال ومواقف راسخة يلتف حولها اليوم جميع الشرفاء لشكر جهود «أبو خالد» والثناء على إدارته الشجاعة والحكيمة، ولمواقفه المشرِّفة لكل العرب.
دامت الإمارات عزيزةً قويةً آمنةً، وبوصلةً للتاريخ، ورسالة للسلام، ومصدراً لفخر العرب والعالم.