يُوصف يوسف العتيبة، السفير الحالي لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، في كثير من الصحف الأميركية بأنه من أقوى الدبلوماسيين في واشنطن، وقد أُجريت له مقابلة بصحيفة «ذا هيل» الأميركية، بتاريخ 24 أبريل الماضي، وكان الموضوع يدور حول وضع الدبلوماسية في ظل جائحة كورونا، وعن إدارة دولة الإمارات للأزمة.
في المقابلة، أكد العتيبة أن العالم يمر بشيء لم يمر به من قبل، وهذا يجبر الجميع بالتفكير بطرق مختلفة ومبتكرة لأداء العمل بما فيه الحقل الدبلوماسي، الدبلوماسية - مثل أي مجال آخر - ستتعلم كيفية القيام بالأمور بشكل مختلف طالما الأزمة مستمرة، فالاجتماعات والمقابلات ستجرى بطريقة افتراضية، حتى يشعر الناس بالأمان عند ركوب الطائرات والسفر لرؤية بعضهم البعض مرة أخرى.
كما أشار العتيبة، أنه من الصعب تحديد كيفية عمل الدبلوماسية، لأن الوضع الراهن جديد، وإلى الآن لا أحد يعرف إلى متى سيستمر، لكن لا بد من إنجاز الأمور، فالمنطقة تواجه تحديات قبل أزمة كورونا مثل الوضع في اليمن، وفي ليبيا، وفي سوريا، والاقتصاد الذي كان يعاني من قبل، والآن يعاني أكثر بسبب تداعيات أزمة كورونا، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط، لذا لا بد من طرق للتعامل مع كل هذه التحديات، وسنكتشف ذلك ونحن نمضي قدماً.
من أهم ما ذكره معالي السفير عن العلاقات الدولية في ظل أزمة كورونا، هو أن طبيعة الدول ومن يحركها هي التي ستعمل على إيجاد فرصة أفضل، فهناك بعض الدول ستنظر للمنطقة والأزمة التي تواجهها كفرصة للتعاون والعمل الجماعي لحل المشكلة، وهناك آخرون سيتلاعبون بالوضع أو يختطفونه ويستغلونه، فهذه الجائحة لن تجبر الناس أو البلدان على تغييرهم، فسواء الدول كانت سترى فرصة لحل المشكلات والمضي قدماً، أو لخلق المزيد من المشاكل، فهذا يعتمد في النهاية على طبيعة هذه الدول.
وفي المقابلة، لم يستطع الصحفي كبح مشاعر الإعجاب تجاه إدارة دولة الإمارات للأزمة، وتساؤله عن كيفية التمكن من إجراء اختبارات فحص الفيروس بفترة زمنية قصيرة، التي تجاوزت المليون، بالإضافة للإجراءات الاحترازية المبتكرة، مثل تطوير الخوذات الذكية للشرطة، التي تمكنهم من رصد درجات حرارة الناس عن بعد، وكانت الإجابة: إن المفتاح الحقيقي لهذا النجاح هو اتخاذ قرارات صائبة وسريعة، فالقرارات تتخذ بناء على الحقائق وعلى نظام عملي فعال، يُمكّن أصحاب القرار بالتحرك السريع والصائب، بالإضافة إلى العمل الجماعي المنظم، وقيادة ذات خبرة، أما أهم نقطة فهي وجود الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة.
بالنسبة للموازنة بين الصحة والاقتصاد، فقد ذكر معالي السفير: بمجرد أن تصل الأرقام إلى مسارات ومنحنيات معينة، سيتم تشغيل بعض القطاعات، أما أهم شيء يجب التركيز عليه الآن فهو التأكد أن العدوى وصلت لأدنى الحدود، لكن عامة هو قرار صعب للغاية، ويحتاج إلى بذل الكثير من الجهد لاتخاذ القرار الصحيح، والجميع مشغول به.
ثم اختتم معالي السفير حديثه، بالقول: إن أهم شيء الآن هو جعل الناس تشعر بالأمان، وأن القيادة تبذل كل ما في وسعها لحمايتهم، والتأكيد على أن سلامتهم أفضل غداً، مما كانت عليه بالأمس.

*باحثة سعودية في الإعلام السياسي