لقد ضقتُ ذرعاً من التهويل بالويل والثبور الذي يصدر من أفواه الخبراء العلميين والمعلقين الإعلاميين. نعم، نحن في خضم جائحةٍ تركت أثراً عميقاً في حياة مليارات الأشخاص، ولكن الترويج لأسوأ السيناريوهات وتضخيمها، وكأنها مُنزَلة ونهائية، لا يعود بالفائدة على أحد. صحيح أن فيروس كورونا هذا تسلل إلى حياتنا وقلبَها رأساً على عقب، ولكنه أتاح لنا فرصة كي نفكّر في نِعَم الحياة الوفيرة التي أُغدِقت علينا، وكي نجدّد تقديرنا للأشخاص الأعزّ على قلوبنا.
سواءً كان الطريق نحو استعادة شكل من أشكال الحياة الطبيعية قصيراً أو طويلاً، فسوف ننتصر ونتخطى هذه الأزمة. سوف تنجح خيرة الأدمغة بيننا في التوصل إلى علاج ولقاح للقضاء على وباء «كوفيد- 19»، وعندما يتمكنون من ذلك، ستستعيد اقتصادياتنا عافيتها سريعاً.
لن ننسى أبداً أولئك الأشخاص الذين قضوا بسبب هذا المرض، أو أولئك الذين يعرّضون حياتهم للخطر على الجبهات الأمامية – خط الدفاع الأول - للحفاظ على سلامتنا، لكن عسى أن نكرّم ذكراهم من خلال بناء عالمٍ أكثر لطفاً وتعاطفاً. نحن في هذه المحنة معاً، ومَن استطاعوا بيننا النجاة من براثن الفيروس حريٌّ بهم أن يشكروا الله تعالى على رحمته وفيض نعمه.
وعلينا أن نتمسك بالأمل والتفاؤل، وألا ننجرّ وراء الدعاية السلبية التي غالباً ما تحرّكها دوافع سياسية، وكذلك نظريات المؤامرة التي تبثّها بعض وسائل الإعلام داخل منازلنا، لا سيما الصحف والشبكات الإخبارية المسكونة بهاجس تشريح كل كلمةٍ يتفوّه بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكل تصرف يقوم به.
هو ليس من طينة الرؤساء المعهودة، ولهذا السبب، تحديداً، فاز في الانتخابات الرئاسية. هو ليس مثالياً، ويقع أحياناً في أخطاء وهفوات حين يتكلم، وأنا لا أؤيّد دائماً القرارات التي يتخذها. فعلى سبيل المثال، مع أنني أوافق الرئيس ترامب أن «تيدروس أدهانوم»، مدير عام منظمة الصحة العالمية متشائم، إلا أنني أعتقد أن قراره تعليق مساهمة بلاده في تمويل المنظمة جاء في توقيت غير مناسب. 
على الرغم من تصرفات ترامب غير التقليدية، فإنني معجب به لما يتمتع به من أعصاب فولاذية في مواجهة سهام الكراهية اللاذعة والقاسية التي ترشقه بها جحافل من المعلّقين والسياسيين من مختلف الأطياف عبر شاشات التلفزة، ومنهم «جمهوريون» يخشون إغضاب القاعدة الموالية للرئيس خلال هذه السنة الانتخابية. سوف تُشهَر السكاكين في وجهه، إذا خسر أمام المرشح «الديمقراطي»!
ولا يحظى بتقدير كافٍ عن الأمور الجيدة التي أنجزها، مثل التأثير في الأسواق على نحوٍ غير مسبوق حتى تاريخه، مع خفض البطالة وتحسين وضع الطبقة العاملة. ولكن جميع النجاحات التي حققها على الصعيد الاقتصادي، تبدّدت لأسباب خارجة عن سيطرته أو سيطرة أيٍّ كان.
وأنا معجب بالرئيس الأميركي، على وجه الخصوص، بسبب إيجابيته التي لا تفارقه أبداً. ففي حين يبدو حكام الولايات وكأنهم يقرأون ورقة نعوة خلال الإحاطة اليومية، ويذهبون بعيداً جداً في تحضير السكان نفسياً لتسجيل مزيد من الإصابات والوفيات ولوجوب التقيّد بالحجر لأشهر وحتى سنوات، تحمل جميع الرسائل الصادرة عن ترامب الأمل والتفاؤل. 
لدى ترامب القدرة على جعل ملايين الأميركيين يشعرون بالتمكين والتفاؤل حيال المستقبل. وهذا بحد ذاته قيمة كبيرة في أيامنا هذه، حيث يشعر كثرٌ بالأسى، أو يتملّكهم الخوف من المستقبل، أو هاجس تأمين لقمة العيش والحفاظ على سقفٍ يؤويهم. أنا معروف بأنني ممن يحملون لواء الشفافية ويطالبون بها، ولكن الأشخاص الذين يعانون من القلق والتوجس يتطلعون إلى قادتهم، كي يمدّوهم بشريان نجاة يلمحون من خلاله مستقبلاً أكثر إشراقاً. وهم ليسوا بحاجة إلى أخبار سيئة ومؤذية، تصلهم تباعاً وعلى نحوٍ متواصل، مع تقديرات وتخمينات تنذر بعواقب وخيمة.
هل نحتاج حقاً إلى سماع كلام من علماء في جامعة هارفارد، مفاده أن التباعد الاجتماعي قد يُمدَّد حتى سنة 2022؟ إلى أي أساس يستندون في قولهم هذا، علماً أن لا أحد على وجه الأرض قادر حتى الآن على أن يفهم، على نحوٍ كامل، هذا الفيروس الجديد والمتحوّل قبل أن يكمل دورته السنوية؟ هل سينحسر الفيروس خلال أشهر الصيف الحارة ليطلّ برأسه من جديد في فصل الخريف؟ هل اكتسب المرضى المتعافون مناعة، وفي حال كان الجواب نعم، لكم من الوقت تدوم هذه المناعة؟ لماذا يصيب الفيروس الرجال أكثر من النساء، وكبار السن أكثر من الأطفال؟ ولماذا الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية معينة ويحملون فصيلة دم معينة هم الأكثر عرضة للإصابة به؟ لا أحد يعرف الجواب. وما زال الخبراء في طور اكتشاف الفيروس.
برأيي، يحتاج الناس المصابون بالارتباك إلى الأجواء الإيجابية التي يبثّها دونالد ترامب لأنها بمثابة بلسم لأرواحهم الواهنة. نحتاج إلى صوته وأصوات آخرين يشاركونه أسلوبه البعيد عن الخوف والاستسلام من أجل إنعاش الاقتصاد العالمي وإخراجه من الشلل. 
أفتقد مثلكم روتيني اليومي، ويؤسفني أن حياتي الاجتماعية توقّفت، ويحزنني، في هذا الشهر الفضيل، أنه لا يمكنني المشاركة في صلاة التراويح في المسجد مع أفراد أسرتي، ولأول مرة منذ سنوات، لن أتمكّن من استقبال العائلة والأصدقاء في مجلسي الرمضاني. ولكنني أشعر في الوقت نفسه بامتنان عميق لأنني بصحة جيدة ومحاطٌ بأولادي وأحفادي، وجميعنا بأمان في دولة الإمارات العربية المتحدة التي هي من أعظم البلدان على وجه الأرض. لدي شعورٌ داخلي بأننا سنتخلى عن الكمامات والقفازات عاجلاً وليس آجلاً. إلى ذلك الحين، أدعوكم أصدقائي إلى التحلي بالقوة، حافظوا على ابتسامتكم وانتبهوا على أنفسكم. وتفاءلوا بالخير تجدوه!
*كاتب إماراتي