قال رئيس الوزراء الفرنسي «إدوارد فيليب»، يوم الأحد الماضي، إن فرنسا ستكشف النقاب في غضون أسبوعين عن خطة لرفع القيود على السفر والأعمال تدريجياً، والتي كانت تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا. وفي مؤتمر صحفي بثه التلفزيون، أكد أنه عند رفع الإغلاق بعد 11 مايو «لن تكون حياتنا كما كانت من قبل. ليس على الفور، وربما ليس قبل وقت طويل».
وتفكر البلدان في جميع أنحاء أوروبا في كيفية رفع القيود الأكثر صرامة، حيث يشير التباطؤ في الحالات الجديدة وانخفاض عدد الأسّرَة المشغولة في المستشفيات إلى أن الأزمة ربما تتراجع. وستسمح ألمانيا لبعض المتاجر الصغيرة بالبدء مجدداً في خدمة العملاء هذا الأسبوع، بينما سيعاد فتح المدارس تدريجياً في أوائل مايو.
وقد بدأت فرنسا الإغلاق منذ 17 مارس، وأبلغ الرئيس إيمانويل ماكرون الأمة يوم الاثنين الماضي أن إجراءات الإغلاق ستُمدد حتى 11 مايو. ورفض فيليب تقديم تفاصيل عن خطة إنهاء الإغلاق. ووفقاً لتقديرات وكالة الإحصاء في البلاد، فإن إجراءات التباعد الاجتماعي، وإغلاق المدارس والمتاجر، والقيود المفروضة على الحركة.. كلها أدت إلى إغلاق 35% من الاقتصاد. وقد يؤدي الانتقال من الإغلاق الكامل إلى الاحتواء المعتدل إلى رفع الناتج الاقتصادي بنحو 20%، وفقاً لتقدير تقريبي صادر عن «بلومبيرج إيكونوميكس».
وحسب فيليب، فإن الإغلاق الحالي قد يؤدي إلى تقلص ثالث أكبر اقتصاد في أوروبا بنحو 10% خلال عام 2020. وهذا أكثر من توقعات بنسبة 8% قدمها وزير المالية «برونو لو مير» في 14 أبريل الجاري. وأوضح رئيس الوزراء أن «هدف الحكومة في هذا الوقت هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه الآن من أجل تحقيق الانتعاش غداً. علينا أن نتأكد من عدم فقدان قاعدتنا الإنتاجية وسط أقوى ركود منذ عام 1945». وأضاف: «عندما تنتهي الأزمة، نحتاج إلى التفكير في خطة للانتعاش». وذكر فيليب أن إنهاء فترة الإغلاق سيعتمد على انتشار الفيروس، وسعة المستشفيات الفرنسية. وقال: «سيتعين علينا أن نتعلم كيف نتعايش مع الفيروس»، مضيفاً أنه لن يكون هناك لقاح متاح قبل عام 2021، «وربما بعد ذلك. وهذا يتركنا مع أداة واحدة: الوقاية». ويتضمن هذا تدابير التباعد الاجتماعي، وعزل حاملي الفيروس في منازلهم أو في الفنادق. وقد يصبح ارتداء القناع إلزامياً في وسائل النقل العام. كما شجع رئيس الوزراء على العمل عن بُعد. ومن غير المرجح إعادة فتح المقاهي والمطاعم قريباً، في حين أن السفر لمسافات طويلة في فترة ما بعد الإغلاق قد لا يكون ممكناً لبعض الوقت. وأوضح فيليب أن «شروط دخول أرض الوطن والعودة إليها ستكون شاقة»، وقال ربما لا يكون من المنطقي إقامة حفلات الزفاف والحفلات الأخرى في أي وقت قريب.
وأشاد رئيس الوزراء بالفرنسيين لاحترامهم المبادئ التوجيهية المتعلقة بالإغلاق، حيث قدموا خرائط توضح كيف تنتشر الأوبئة في غياب الإغلاق، ورسموا صورة قاتمة لبلد غمره الوباء، وقال: «لقد نجح الإغلاق».
ومن ناحية أخرى، تراجعت نسبة التأييد لماكرون بنسبة 1% في أبريل لتبلغ 42%، بعد أن قفزت بواقع 11 نقطة في مارس لتصل إلى أعلى مستوياتها فيما يقارب عامين، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه معهد «إيفوب» لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش».
تعمل فرنسا على زيادة اختبار الفيروس، وحشدت شركاتها الصناعية لإنتاج كل شيء من الأقنعة الجراحية إلى قطع غيار أجهزة التنفس الصناعي ووسائل حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية.

 
آنيا نوسباوم* ورودي روتينبيرج*

*صحفية فرنسية لدى بلومبيرج
**صحفي متخصص في تغطية الأخبار العاجلة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»