بعد شهرين ونصف الشهر من إجراء الانتخابات العامة غير العادية، أصبحت إيطاليا أخيراً على موعد مع حكومة جديدة. ويبدو أن «حركة النجوم الخمس» و«حزب الرابطة الشمالي» اليميني المتطرف يشرعان في تشكيل ائتلاف مناهض للمؤسسة، الأمر الذي سيجهد المالية العامة الهشة في إيطاليا، ويؤجج التوترات بين روما وحلفاء منطقة اليورو. ولا يزال أمام الحزبين الشعبويين الانتهاء من برنامجهما واختيار رئيس وزراء يناسبهما. وسيكونان بحاجة إلى إقناع الرئيس «سيرجيو ماتاريللا»، الذي أشار إلى أنه يريد أن يلعب دوراً فعالاً في تشكيل الحكومة. لكن إذا تمكن الحزبان من التوفيق بين مصالحهما، يجب السماح لهما بالتقدم وتولي الحكم. إن الشعوبيين لديهم تفويض ديمقراطي، لذا فقد حان الوقت لاختبار أفكارهم، اتفقنا معها أم لم نتفق. قبل انتخابات مارس الماضي، كانت الرابطة والخمس نجوم لديهما برنامجان مملوءان بالعطايا السخية. وفي محادثات تشكيل الائتلاف، التي بدأت الأسبوع الماضي، سعياً للتخفيف من هذه الوعود، في محاولة لتهدئة قلق شركاء إيطاليا الأوروبيين. وبرغم ذلك، فإن تشكيل ائتلاف بين الجانبين سيمثل ما يريده الإيطاليون حالياً. إن الرئيس ومنطقة اليورو لديهما أدوات للإبقاء على حكومة شعبوية جديدة تحت السيطرة، حيث وقعت إيطاليا قائمة طويلة من المعاهدات الأوروبية، التي تقيد السياسة الاقتصادية لأعضاء العملة الموحدة. وإلى ذلك، سيجد الحزبان أن الحكم سوياً أصعب بكثير من القيام بحملات فردية. فلسنوات، كانت حركة الخمس نجوم تقوم بحملات على أساس برنامج غامض بما يكفي لجذب الدعم من اليسار واليمين. وهي الآن تخاطر بإبعاد المؤيدين الليبراليين من خلال تشكيل تحالف مع الرابطة، وهي حزب مناهض للهجرة ويبدي إعجابه برئيس وزراء المجر «فيكتور اوربان». كما أن الحساب البرلماني صعب، أيضاً. ففي مجلس الشيوخ، لا يحظى الحزبان سوى بأغلبية ضئيلة للغاية، الأمر الذي سيتطلب انضباطاً غير عادي. لذا، فلندع حزب الرابطة وحركة النجوم الخمس يبدآ الرحلة، إذا ما أرادا ذلك. فقد حان الوقت ليظهرا لنا كيف ستجري بهما الأمور بعيداً عن راحة التعهدات الانتخابية. فيرديناندو جيجليانو كاتب متخصص في الشؤون الأوروبية ينشب بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»