تعتزم الولايات المتحدة المضي قدماً في إجراء اختبارين لـ«صواريخ باليستية عابرة للقارات» الشهر المقبل. ويأتي الاختباران، المخطط لهما منذ وقت طويل، على رغم من الجهود الرامية إلى تخفيف التوتر بشأن الطموحات النووية لكوريا الشمالية، وتشجيع المحادثات الهشة بين شطري شبه الجزيرة الكورية. وفي الظروف العادية، من المستبعد أن يؤدي اختبار صواريخ باليستية، قادرة على حمل رؤوس نووية، إلى كثير من التوتر، لكن ربما تكمن حساسية إجراء الاختبارين كونه في الشهر ذاته الذي يشهد دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية، التي تستضيفها كوريا الجنوبية في التاسع من فبراير، لا سيما أن كوريا الشمالية وافقت على إرسال رياضييها، بينما أجَّلت الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، التي كان من المزمع إجراؤها الشهر المقبل. وأفادت «أناستازيا شميدت» المتحدثة باسم «قيادة القصف الشامل في سلاح الجو الأميركي»، التي تدير برامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقاذفات طويلة المدى، بأنه من المزمع في الوقت الراهن إجراء عمليتي إطلاق تم التخطيط لهما منذ ثلاثة إلى خمسة أعوام، لاختبار قدرة ودقة صواريخ «مينوتيمان 3». وقد بدأ الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونج أون»، الذي تعهد بتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات مسلحة نووياً وقادرة على ضرب الأراضي الأميركية، العام الجديد بالتفاخر بأن لديه «ذراً نووياً» على مكتبه. وردّ عليه الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» عبر «تويتر» بأن ذرّه النووي «أكبر وأقوى»، لكن منذ ذلك الحين، شجّع الرئيس ترامب محادثات محدودة بين الكوريتين، ووصفها بأنها «بداية كبيرة»، وأوضح أنه سيكون «من المفيد للبشرية» أن يثمر التعاون شيئاً أكثر من دورة الألعاب الشتوية. واعتبر «جوزيف سيرينسيون»، رئيس صندوق «بلافشيرز»، الذي يسعى إلى تقليص ترسانات الأسلحة النووية، ويتخذ من سان فرانسيسكو مقراً له، أن اختبار الصواريخ الباليستية الأميركية العابرة للقارات سيكون مستفزاً وفرصة دعائية لكوريا الشمالية، لكن إجراء الاختبار في حد ذاته لا ينبغي أن يخرج المحادثات عن سياقها، أو أن يؤثر على آفاق تقليص التوترات، وأضاف: «إن الكوريين الشماليين يكترثون للمناورات العسكرية التقليدية على حدودهم بدرجة أكبر من اختبارات الصواريخ الباليستية». أنتوني كابتشيو: صحفي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»