الزمن تغير وكل شيء تبدل ولا يعني ذلك أننا تطورنا كثيراً والتغيير الذي أقصده هو تغيير في المبادئ والقيم وطريقة التفكير وليس بالضرورة أن يكون التفكير للأحسن فالمهم كما كانت تطالب الغالبية هو أن يكون هناك تغيير! وهذا الذي حدث فتبدلت مواقف وتغيرت قناعات وحتى الأساليب تبدلت وكل ذلك بطريقة السحب من رصيدنا الرياضي الذي صنعته أجيال سابقة وحافظت عليه طويلاً ولكن يبدو أن عجلة الزمن تسير بأسرع مما تصورنا ولا نعلم إن كانت العربة تسير في طريقها الصحيح أم هي تسير على غير هدى لأن البعض يريد لها أن تسير والبعض الآخر يراها تسير ولا يرغب في أن يسأل نفسه والآخرين الى أين نحن نسير بالرياضة؟ ففي هذا الزمن تغيب الحكمة ويغيب العقل وتتحدث المادة وهي القوة ولا قوة بعدها فهي المنطق وهي اللسان وهي الإقناع وهي الصوت الذي يجب أن نستمع إليه ونجبر على الإقناع به من دون أن يحق لأي منا أن يناقشه أو حتى يفكر فيه· في الماضي كان الأشخاص يتبدلون يذهب البعض ويأتي غيرهم ليكملوا المسيرة فتختلف الأسماء وتختلف الأساليب ولا تختلف الأساسيات والأصول الرياضية أما اليوم فأصبح الشخص لا يعرف ما هو الصحيح من غير الصحيح وحرنا فيما يجب وما لا يجب ففي خضم هذا الجري السريع في اتجاه الاحتراف أخشى أن نفقد اتجاهنا ولا نعود نميز الأمور وأخشى ما أخشاه على رياضتنا من التوهان إذ انني أشعر بأننا على الرغم من هذا الجري السريع إلا أننا غير متأكدين من مواطئ أقدامنا وهذا بلا شك سيتسبب في عثرتنا إذ أنني أرى بأن حديثنا عن الاحتراف حديث تسبق فيه العربة الحصان وحديث تطغى فيه الحقوق على الواجبات ففي احترافنا أرى بأن الكل يريد ان يأخذ ولا أحد يريد أن يستمع لما يجب عليه أن يؤديه تجاه اللعبة أو تجاه الوطن ودعوني أضرب لكم مثالاً بسيطاً يؤكد هذا الشعور ألا وهو قرار الاستفادة من اللاعب الأجنبي الثالث فعلى الرغم من علم جميع القائمين على أنديتنا المحلية بالنقص والخلل الذي تعاني منه كرتنا في مركز المهاجم المواطن الذي يحتاجه المنتخب إلا أن أغلب أنديتنا سارعت للتعاقد مع لاعبين أجانب في هذا المركز حاجبة هذا المركز عن لاعبينا المواطنين ومقللة من فرصهم من المشاركة مع أنديتهم كلاعبين مهاجمين وفضلت إعطاء الفرصة للاعب الأجنبي ليلعب مهاجماً من منطلق مصلحتها كأندية وهي غير معنية بمصلحة المنتخب لأنها كما تعتقد أن ذلك مسؤولية القائمين على اللجنة الفنية في اتحاد الكرة فقط وكأن المطلوب من الاتحاد أن يصنع المهاجمين المواطنين بمعزل عن الأندية وبعيداً عن الدوري العام والمسابقات السنية أو كما يروج البعض للحلول الوقتية وإمكانية استيراد المهاجمين الجاهزين وتجنيسهم ليسجلوا الأهداف ''مؤقتاً'' حتى نتمكن من صنع المهاجمين المواطنين وكلنا يعلم أن ذلك لن يحدث لأن في الأندية الأماكن محجوزة للاعب الأجنبي ولأن الأندية والقائمين عليها يفضلون النجاح في أنديتهم على شغل وقت أنديتهم في صناعة المهاجمين المواطنين من خلال مسابقات الاتحاد ليستفيد منهم المنتخب لأننا وبكل صراحة نعشق ونستمتع بالمنافسة المحلية للتباهي بها وليس من أولوياتنا ان نعمل مجتمعين لمصلحة منتخبنا وقوة هجومه· هذا مثال بسيط وهناك أمور كثيرة لا نرغب في الحديث عنها لأنها سوف تفتح أبواباً وسوف تؤدي الى غضب الكثيرين من القائمين على أمر أنديتنا ولكنني أطالب الجميع بالتفكير في مصلحة منتخب الإمارات وعليهم الالتزام الأدبي بتطبيق خطط مدرب المنتخب داخل الأندية وإعطاء أكبر فرصة للاعبينا المواطنين للمشاركة في بطولة الدوري كمهاجمين داخل الملعب وليس على دكة الاحتياط أو من المدرجات·