أسراب من الطيور المائية في عرض متموج مذهل يرصع أفقَ السماء الرمادية لمحمية ساكرامنتو الوطنية للحياة البرية في ويلوز بولاية كاليفورنيا الأميركية. وتعد محمية ساكرامنتو التي تم إنشاؤها في ثلاثينيات القرن العشرين عن طريق غمر الأراضي الجافة لإعادة إنشاء مَوطن للطيور التي كانت ستأكل المحاصيل، أحدَ الموائل والمواطن التي تسافر إليها الطيور في كاليفورنيا، حيث يعتقد أن نحو 250 نوعاً من الطيور تحل بها كل عام في طريقها الطويل عبر مسار هجرة المحيط الهادئ الذي يمتد من ألاسكا إلى أميركا الجنوبية، وأن ما يصل إلى 500 ألف بطة مهاجرة و250 ألف إوزة تزور ساكرامنتو بالتحديد بين شهري نوفمبر ويناير. لذا يقول عالم الأحياء جون إيدي: "إذا كنت مهتماً بالطيور المهاجرة لأي سبب من الأسباب، فإن كاليفورنيا هي المكان المناسب لك"، ذلك أن كاليفورنيا كانت وما ترال وجهة رئيسة على مسار هجرة الطيور منذ آلاف السنين. ويقدر بعض الخبراء أنه في بداية القرن العشرين كان 60 مليون طائر يهاجر إلى الأراضي الرطبة في هذه الولاية كل شتاء، وعندما زار موائلَها عالِمُ الطيور البارز فرانك تشابمان في عام 1903، كتب قائلاً: "لم أر طيوراً أكثر وفرةً من قبل". لكن ذلك كان قبل أن تستنزف كاليفورنيا ما يفوق 90% من أراضيها الرطبة لأغراض الزراعة والتنمية، مما تسبب في القضاء على الكثير من الموائل التي تلجأ إليها الطيور. وعلى سبيل المثال، فقد كانت إحدى الوُجهات الرئيسة للطيور منذ فترة طويلة بحيرة تولاري التي كانت ذات يوم أكبر مسطح للمياه العذبة غرب نهر المسيسيبي، لكن بحلول منتصف القرن العشرين، كانت البحيرة قد اختفت تقريباً، وتحولت إلى إمبراطورية زراعية طاردة للطيور المهاجرة! (الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)