انطلاق أولى جلسات برلمان المدارس التي شهدها المجلس الوطني الاتحادي مؤخراً، يؤرخ لمرحلة مهمة في تاريخ التعليم بالدولة، تهدف إلى تنمية الوعي السياسي والحس الوطني لتحقيق رؤية الإمارات 2020، كما تشكل باكورة بدء مرحلة جديدة من مراحل التمكين، وتعزيز وعي الجيل الجديد من أبناء الوطن لتحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن، بعد تأهيلهم تأهيلاً علمياً، وفق توجيهات القيادة الحكيمة ما يكرس مبدأ الشورى في الدولة، ويعزز مقومات الحياة البرلمانية. تلك الخطوة تعد نقلة نوعية لتهيئة البيئة المناسبة للعمل البرلماني، ومنبراً مهماً للتعبير عن آراء الطلبة، وهم على مقاعد الدراسة، وتعويدهم على تحمل المسؤولية، من خلال المناقشة الموضوعية، ما يسهم في تجسيد، خطوات مهمة في مرحلة التمكين وتنمية الوعي البرلماني. العملية التربوية شهدت بتوجيهات القيادة العليا بالدولة تطوراً ملموساً في الكم والكيف وكان محورها الأول الطالب والمعلم، وفي هذه الخطوة الرائدة بات دور الشباب من طلبة المدارس، يشمل تحمل المسؤولية الوطنية والمجتمعية، للوصول إلى مجتمع، وبيئة مدرسية آمنة، وخالية من جميع أشكال العنف وأنواعه، فضلاً عن الحفاظ على منجزات الوطن ومكتسباته التنموية الشاملة. إن التعليم هو أساس البناء الراسخ للنهوض بالقطاعات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية لتحقيق مفهوم التنمية الشاملة، المبنية على أسس علمية، ودور مجالس البرلمانات الطلابية في ترسيخ قيم المعرفة، والمهارات التشاركية مع المجتمع المحلي، لتكوين شخصية الطالب، وتنمية قيمه المعرفية، والثقافية لتعزيز إيمانه بمكانته الذاتية، لتدعيم مبدأ احترام الآخرين في سياق من التكافل، والتضامن التي تلتقي مع أهداف المصلحة العامة والبيئة، المدرسية الفاعلة.. تتطلَّع دولتنا الفتية لهذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة، بحضور تلك الثلة من أشبال الوطن، لكي يسهم في خلق وإعداد جيل قيادي، قادر على تحمل المسؤولية، وتعزيز روح الانتماء للوطن، ولقيادته الحكيمة، التي أولت العملية التربوية جل اهتمامها، وحرصت على تنمية الممارسات الديمقراطية، وإطلاق الحوار البناء، وترسيخ قيم التسامح والتعايش لدى الطلبة، وإبراز دور مجالس أولياء الأمور والمعلمين في عمليات التطوير في المدارس، والمجتمع، لتحقيق المفهوم الشامل للبيئة المدرسية الآمنة وغرس روح الانتماء والولاء لدى الطلبة تجاه مدارسهم ومجتمعاتهم وبالتالي الوطن بجميع أرجائه. عبدالله سعود العامري الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه، كأول رئيس لبرلمان طلابي في الدولة، وتأكيده أهمية المشروع في تمكين أعضائه، بممارسة العمل البرلماني، وتعزيز ثقافة الحوار بين البرلمان والميدان التربوي، والمسؤولين في الدولة، يعطي الأمل بأن تكون التجربة مثمرة وتحقق الأهداف المنشودة، نتمنى لك ولزملائك التوفيق والسداد، لغد مشرق، وآفاق يزدهر بها الوطن ويتقدم. jameelrafee@admedia.ae