النجاح كلمة لها مفعول السحر، كلمة تتجاوز الأربعة حروف إلى أجمل إحساس يمكن أن يشعر به المرء في حياته، لها طعم الشهد، لا بل أحلى، تبث فينا روح الأمل المشرق بأيام أجمل نعيشها في المستقبل أثر تداعيات هذا النجاح، هذه الحالة المعبقة بنشوة الانتصار، والشعور الجامح إلى نقطة أبعد على طريق الحياة، لا يأتي صدفة، أو منحة، أو هبة، بل يأتي نتيجة جهد شاق وإصرار ورغبة أكيدة للوصول إليه… طريق الوصول إلى النجاح ليس سهلاً ومفروشاً بالورود، بل صعب وصعب جداً، ومحفوف بالمخاوف، فهو يتطلب في البداية رغبة، ثم إقدام، وإصرار، وبذل مجهود، وعمل شاق، والتخلي عن أشياء عديدة تهواها النفس، في ظل تحقيق هذا الهدف، فالنجاح هدف ولن يصل إليه إلا من يستحقه، نحن نبقى بشر وقد كرمنا الخالق بنعم كثيرة منها نعمة العقل، والإنسان العاقل هو من يعرف احتياجاته ويضع أهدافه في ظل تقدير مقوماته.. النجاح خطوة.. وعليك أن تبدأ بها رحلتك.. وإن كان المشوار طويلاً.. فمذاق النجاح حلو، مهما كانت خطواته متعرجة، لانها ستستقيم بالمثابرة والصبر، والمحاولة، والتحدي. في طريق النجاح، قد نصادف الفشل في مرحلة من المراحل، يجب أن لا تيأس، فالطريق طويل والمهمة صعبة، فنحن لا نخطط للفشل بل ربما نفشل في التخطيط، ولعل الفشل في مرحلة يكون وقودا للمرحلة التي تليها ودافعاً قوياً لاجتيازها، ربما يكون الفشل أحيانا هو الصانع الحقيقي للنجاح، فقدرتنا على تحديد أسباب الفشل هي التي قد تجنبنا الوقوع فيه. المصيبة الأكبر عندما يكون الفشل قادما من داخلنا، عندها لن نستطيع أن نحقق اي نجاح، إلا بعد التخلص من ركام الكسل والخوف من المجهول والتخلص من الاستنتاجات السلبية قبل وقوعها وبناء عالم افتراضي كل ما فيه يدعو إلى الركون والاستسلام للواقع الفرضي الذي حصرنا أنفسنا داخله دون أن ندرك. من أراد أن يشعر بطعم النجاح ونشوة الانتصار، ويقود الركب، عليه استلهام تجربة قادتنا الذين غيروا تاريخ وجغرافية المنطقة منذ الثاني من ديسمبر عام 1971 حتى اليوم، أطلقها وقادها الباني والمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الاتحاد، قاد السفينة وسط بحر متلاطم الأمواج بهمة القادة العظام، كان لدية هدف، ونظرة ثاقبة للامور، أخلص في العمل، وسط رغبة جامحة في الإنجاز، وظف كافة الإمكانيات وسخرها لبناء إنسان هذا الوطن، وحول الصحراء إلى جنان خضراء، وإنجازات على مختلف الصعد تعانق عنان السماء، بادل شعبه حباً بحب فأوجب الانتماء والولاء. وواصلت القيادة الرشيدة نفس النهج، وها هو وطني يرقى من نجاح الى نجاح بفضل قيادته وقد ألغى كلمة المستحيل من قاموسنا واستبدلها بكلمة ممكن.. وممكن جداً. jameelrafee@admedia.ae