في فيلم «فورد في مواجهة فيراري»، يعيد مجمع بلو أوفال لإنتاج سيارات فورد ابتكارَ نفسه كرائد في إنتاج سيارات السباق في الستينيات في بوتقة من النماذج الأولية والقدرة الشديدة على التحمل. وفي هذه الأيام، يدخل الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، للتو إلى «تويتر سبيس» مع منافسه. وقضى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أسبوعاً حافلاً في الفضاءات، وفي مساء الخميس الماضي استضاف فارلي للإعلان عن شراكة جديدة في مرافق الشحن العامة للسيارات الكهربائية. وبموجب الاتفاق، سيحصل سائقو سيارات فورد الكهربائية ابتداءً من الربيع المقبل على نحو 12 ألف شاحن تسلا في أميركا الشمالية، عبر جهاز تنظيم التردد للمركبات القديمة وقابس مدمج لطرز المستقبل. وهذا تحولٌ مذهلٌ في غمرة حرب أسعار السيارات الكهربائية التي ألحقت بالفعل بعضَ الضرر بهوامش ربح تسلا وستظل تضغط على شركة فورد لأنها تستهدف زيادةَ معدل إنتاج السيارات الكهربائية ستةَ أمثاله بحلول نهاية هذا العام. وقليل من التعاون بينهما يفيد الطرفين. 
وبالنسبة لتسلا، تكمن الميزةُ الأكثرُ وضوحاً في شيء أتقنته على مر السنين وهو الفوز بإمكانية الوصول إلى الإعانات. ويتيح قانون الاستثمار في البنية التحتية والوظائف، وهو الشقيق الأصغر لقانون خفض التضخم، 2.5 مليار دولار من الائتمان المتاح لتركيب أجهزة الشحن العامة، لكن لن يتوافر هذا إلا لطائفة واسعة من الطرز. وشبكة شواحن تسلا هي ملكية خاصة، وتستخدم قابسَها وبرامجها الخاصة. وفي فبراير الماضي، أعلن البيت الأبيض تعهداً من تسلا بتدشين ما لا يقل عن 7500 شاحن سريع وغير سريع لطرازات أخرى بحلول نهاية عام 2024. ولتنفيذ هذه الخطط، تحصل تسلا على دولارات دعم اتحادية لتوسيع شبكتها بشكل أكبر. ونظراً لضخامة ذلك بالفعل، فهذا يهيمن على أجهزة الشحن السريعة، وقد تشعر تسلا أيضاً بالراحة في تحويل هذه البنية التحتية إلى نقود بطرق جديدة دون تمييز عملاء تسلا كثيراً، حيث يتمكن نظراؤهم من غير تسلا من الوصول إلى وضع متميز.
وبالنسبة لفورد، تكمن الفائدةُ الواضحة في مضاعفة عدد أجهزة الشحن السريعة المتاحة لسائقيها في غضون عام. وهذا من حسن طالع المستهلكين، لكن أيضاً من المحتمل أن يكون من حسن طالع البيانات المالية لشركة فورد. وفي تويتر سبيس، أدلى فارلي بتعليق مثير للاهتمام حول سبب كون أجهزة الشحن أكثر من مجرد مقابس على جانب الطريق، وقال إن «صناعتنا شغوفة بهذه البطاريات الضخمة، وأعتقد أن هذا ربما ليس هو النهج الصحيح. ويجب علينا أن نجعل البطاريةَ صغيرةً بقدر الإمكان مع تجربة مستخدم تنافسية حقاً، والاستمتاع بتجربة شحن سريع رائعة حقاً إلى جانب ذلك، ولذا لسنا مضطرين لأن يقود العملاءُ سيارةً بها بطاريات إضافية بقيمة 20 ألف دولار أميركي». وبالنسبة للتقنيات النظيفة بشكل عام، فالوعد بكلفة تشغيل أرخص تنخفض إلى ما يقارب النفقات الفورية اللازمة لبناء أو تثبيت الأجهزة. وقد يجد مشترو المركبات الكهربائية المحتملون، على وجه الخصوص، الكلفة الكاملة للملكية على مدى عمر سيارة أرخص من شراء وتشغيل نسخة بمحرك احتراق داخلي. لكن عناصر البيانات هذه تتبدد حين يواجه المرءُ السعرَ في الوكالة. ومفتاح التبني الأسرع ليس الإفراط في بناء القدرات لكن استخدام هذه القدرة بشكل أكثر فعالية.
وبالنظر إلى أهداف فورد التوسعية الطموح للمركبات الكهربائية، فإنها تحتاج إلى خفض تكلفة هذه المركبات بسرعة مع الحفاظ على الأرباح. وفي يومها للمستثمر في الآونة الأخيرة، حددت فورد خططاً لزيادة هامش التشغيل للمركبات الكهربائية من نحو سالب 41 بالمئة في عام 2022 إلى ثمانية بالمئة موجب في عام 2026، أي تأرجح قدره 49 نقطة مئوية. ومن ذلك، تتعلق 30 نقطة بالكامل بمقياس وبطاريات أرخص. ويتضمن هذا الأخير استخدام بطاريات فوسفات معدن الليثيوم الأرخص التي يتمثل عيبها الرئيسي في أنها توفر نطاقاً أقل من البطاريات القائمة على النيكل والكوبالت. وعلى كلتا الجبهتين، يعد التوسع والتخفيف من نطاق القلق والوصول إلى شبكة شحن سريعة وكبيرة وموثوقة بشكل ملحوظ مثل شبكة تسلا يمثل فوزاً كبيراً. وفي بعض الأحيان، على تويتر سبيس، كان المزاح غريباً بين فارلي وماسك نظراً لأن كلاهما يستهدفان السوقَ نفسَها. لكن بينهما أرضية مشتركة. 
ويتطلب التقييم الهائل لشركة تسلا أن تهيمن على سوق السيارات الكهربائية، لكن الشرط الأساسي لذلك هو تزويد أسطول المركبات بأكمله بالكهرباء بسرعة. وهذا في حد ذاته يعني أن مجموعة من المركبات الكهربائية يتم تبنيها بوتيرة تنذر بالهلاك لمحرك الاحتراق الداخلي. وتحتاج تسلا بدرجة ما إلى منافسة للوصول إلى هذا بشكل أسرع. وتقييم فورد الأقل من الضخم يتطلب الكثير على طريقته الخاصة، ما يضع العبء على فارلي لتجاوز الكلفة الكبيرة المؤلمة لتوسيع نطاق أعمال السيارات الكهربائية بأسرع ما يمكن. وفي غضون ذلك، يريد البيت الأبيض فقط السرعة من الجميع. 

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشين»