في إطار مواصلة دوره كمنصة عالمية للإبداع، تنطلق اليوم الاثنين فعاليات الدورة الـ 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب التي تُعقد تحت الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «هنا... تُسرد قصص العالم»، وذلك خلال الفترة من 29 أبريل إلى 05 مايو 2024 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك».

ويحظى المعرض بأهمية كبيرة، بالنظر إلى أن دولة الإمارات قد أولت نشر الثقافة والعلم والمعرفة اهتماماً كبيراً منذ تأسيسها عام 1971، من خلال العديد من المشروعات والبرامج والمبادرات، وكذلك من خلال تنظيم المعارض والفعاليات المختلفة، التي تسلط الضوء على إنجازات الدولة الثقافية والفكرية، وتعمل على تجسير الفجوة الثقافية بين الشعوب وتعزيز الروابط الثقافية فيما بينها، وبناء جيل واعٍ بأهمية العلم ومتسلح بالمعرفة وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيات المتقدمة.

وفي الواقع، فإن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي انطلق عام 1981، قبل أن تتحول إلى مناسبة سنوية ثابتة عام 1993، بات منصة ثقافية وفكرية ومعرفية عالمية يجتمع فيها أعضاء الصناعات الإبداعية والنشر للقراءة والتعلم وتبادل الخبرات، وأصبح يمثل القلب النابض لقطاع صناعة النشر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأسهم في تعزيز مكانة أبوظبي بوصفها مركزاً ثقافيّاً عالميّاً.

وتنطلق الدورة 33 لمعرض أبوظبي للكتاب بمشاركة 12 دولة لأول مرة، وهي: اليونان، وسريلانكا وماليزيا وباكستان وقبرص وموزمبيق وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وقيرغيزستان والبرازيل، لتقدِّم للجمهور سلسلة متنوعة من الإصدارات والفعّاليات والأنشطة الثقافية المختلفة، ما يدل على تنامي مشاركة الدول في المعرض مع تزايد مكانته الثقافية بين معارض الكتب الدولية. ويَحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورة هذا العام بالروائي المصري نجيب محفوظ، وهو أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب، كشخصية محورية لهذا العام، وبجمهورية مصر العربية كضيف شرف، نظراً لمكانتها الثقافية المرموقة، وتأثيرها الفاعل في إثراء الفكر والمعرفة، وبالنظر كذلك لطبيعة العلاقات المتينة التي تجمع بين الدولتين الشقيقتين، وحرص الطرفين على تعزيز التعاون الثقافي.

وتشارك مصر ببرنامج ثقافي ومهني يعكس دورها الثقافي في العالم العربي، وفي صناعة النشر. ويؤكد مسار تطور معرض أبوظبي الدولي للكتاب عبر أكثر من أربعة عقود، تعاظم مكانته ودوره في نشر الوعي والثقافة والمعرفة، وكلها أمور تحظى باهتمام بالغ من قبل قيادتنا الرشيدة، وفي هذا الصدد، يقول الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الذي يتولى تنظيم الدورة الـ 33 للمعرض: «مسار التطور الذي حققه معرض أبوظبي الدولي للكتاب نموذج مثالي لمفهوم الاستدامة الذي ترعاه وتطبقه دولة الإمارات، إذ نجح المعرض في التأثير في واقع صناعة معارض الكتاب إقليمياً وعربياً، وأرسى تقاليد جديدة تساعد على زيادة استخدام اللغة العربية وثقافاتها المتنوعة في الصناعات الثقافية والإبداعية، بما يُسهم في تعزيز حضورها في النسيج الثقافي والاجتماعي المعاصر للأجيال الجديدة لتمكينهم من التعبير عن ذواتهم بلغتهم وبأدوات العصر، وهو نهج واضح ترعاه دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي وفق توجيهات قيادتها الحكيمة».

وفي سياق استمرار دوره كمنصة للمعرفة، وبالنظر إلى نجاحه في تعزيز دوره عاماً بعد عام كأحد ركائز صناعة النشر على المستويين الإقليمي والعالمي، يستقطب المعرض أبرز صانعي المحتوى والمبدعين من خلال وسائل النشر التقليدية والرقمية المختلفة، ويتضمن الجديد في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2024 خدمات مبتكرة للزوار والعارضين، ومنها اعتماد نظام الدفع الرقمي، وتقديم خدمات رقمية تواكب التحول الرقمي لحكومة إمارة أبوظبي. وتوضح الإحصائيات الزخم الكبير الذي تتمتع به دورة هذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والدور الذي بات يقوم به في سبيل تعزيز مكانة أبوظبي كمركز ثقافي في المنطقة، حيث يستعد لاستقبال ما يزيد على 1350 عارضاً من 90 دولة مقارنة بـ 1300 عارض العام الماضي من 84 دولة، منهم 145 ناشراً يشاركون للمرّة الأولى، كما يستضيف المعرض ورش عمل فنية وإبداعية مبتكرة، وعروضًا موسيقية حية مثيرة، ومجموعة من الأنشطة المصممة خصيصاً للأطفال والشباب.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.