الغيمة درس مستفاد والمستفيدون قيادة وأبناء مخلصون، كانت عزيمتهم ترياق نجاح في تجاوز الأزمة، وكانت أهدافهم شهب نور أطفأت الظلام وكانت ريادتهم في المواجهة شهادة امتياز بمرتبة الشرف الأولى.
وقبل الغيمة جاءت جائحة أعيت الضمير العالمي، ولم تتعب سواعد الرجال الأوفياء من الفرق الصحية، والتي قامت بالدور كأنها ترسم لوحة تشكيلية في تمام لونها الزاهي وذروة خطوطها الرائعة، وها هي الإمارات تعبر بسلام ووئام، وهي تقدم للعالم درساً في العمل الوطني، وتمنح الآخر عبرة وموعظة في العطاء والبذل السخي، والذي لا يضاهيه إلا رونق الإمارات البهي، وسجايا أهلها الذين تعلموا من الصحراء قوة الشكيمة، ومن النخلة النبيلة صلابة العزيمة، ومن جياد الفرادة قيمة وشيمة.
إذاً لا بد أن نفخر وأن نرفع النشيد عالياً ونقول حياكم يا بني هذا التراب الأبي وأهلاً بكم وأنتم ترتلون آيات النجاح في ميادين المواجهات الصارمة لجوائح وملمات ما كانت لتنجلي لولا تفانيكم وتعاضدكم وتعاونكم وتكاتفكم، وأنتم ترسمون البسمة واسعة شاسعة مانعة لتجاعيد الجباه، كابحة لمخالب كل ما يشين صحة الإنسان، عافية الناس أجمعين.
اليوم، ونحن نتابع ما جاشت به الغيمة وما امتلأت به قلوب الأحبة من أحلام  نشعر بالفخر بأن لدينا جسور مودة  تردع كل غمة، وتمنع كل لكمة بأن تخربش على الجبين،  نشعر بالفرح لأننا نسكن أرضاً لها من تاريخ الكفاح ضد الأهوال ما يجعلنا نعيش الطمأنينة بكل أشكالها، وألوانها لأن الإمارات غير، ولأن قيادة الإمارات غير، ولأن شعبها مختلف عن كل شعوب العالم في حبه، وفي تواصله، وفي فواصله، وتفاصيل مشاعره.
نسعد ونحن نقرأ خريطة البوح الشعبي أثناء السيول الجارفة، ونسعد لأن الطبيعة تحترم من يقف في وجهها بصرامة الجبال، وحزم الرجال، وقوة المشاعر النبيلة.
هذه هي سيرة قيادة حكيمة ورواية شعب محب عاشق للحياة لا تثنيه جوائح، ولا تحني ظهره ملاحم التاريخ المفزعة، لأن القاعدة راسخة، ولأن العلاقة ما بين القيادة والشعب أصلب من الصخور الصلدة، وهذا هو السر، وهذا هو السبر، وهذا هو الدهر يعلمنا كيف تكون الحياة مثل عناقيد الرطب عندما تحكمها شيمة الشجرة المباركة، وعندما تكون في الوجود سلسال ذهب.
في المشهد المطري الرهيب شاهدنا رجال الشرطة والدفاع المدني كيف يذودون عن الناس شر ما تجسد على الأرض، وشاهدنا الأبناء كيف يشمرون عن السواعد السمر، ويدفعون بالتي هي أحسن، ويبذلون ماهو غالٍ من أرواح وأجساد لأجل إنقاذ العالقين في الماء الغزير.
مشاهد تبيض الوجه وتسر الخواطر وتفرح النفوس، وتلقح القلوب بأمصال الثقة بالنفس، وبالوطن القوي العتيد المجيد.