قبل 103 سنوات، وبالتحديد عام 1921، انطلقت كأس مصر، لتكون أقدم مسابقة كروية في الملاعب العربية، ومنذ ذلك التاريخ، لم تغادر المسابقة الديار المصرية، إلى أن وجه المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في السعودية، الدعوة لكل من الأهلي والزمالك، لخوض نهائي كأس مصر في المملكة، لتكون تلك المناسبة الكبيرة إحدى فعاليات «موسم الرياض».
ووعد المستشار تركي آل الشيخ، بأن تكون المباراة التي تقام يوم الجمعة المقبل، بمثابة احتفالية تاريخية لم يسبق لها مثيل، تنقلها 42 كاميرا، ويخرجها مخرج نهائي كأس العالم الأخيرة بالدوحة، ويديرها حكم من أفضل حكام العالم، مع استوديوهات تحليل على أعلى مستوى، ويكفي أن يشارك فيها البرتغالي جوزيه مورينيو، أحد أهم المدربين على مستوى العالم، فضلاً عن مواطنه مانويل جوزيه أحد الذين صنعوا مجد الكرة الأهلاوية، والعديد من الفقرات الترفيهية، في ليلة من ألف ليلة بالرياض، وغالباً ما سيكون «الهضبة» عمرو دياب نجم السهرة التي يتابعها كل الوطن العربي، باعتبار «ديربي» الزمالك والأهلي، هو الأشهر عربياً.
وتلعب الجوائز الضخمة التي رصدتها اللجنة المنظمة دوراً في زيادة الإثارة والتشويق في المباراة، لأن كلاً من الفريقين ضمن الحصول على 100 ألف دولار، لمجرد المشاركة، في المباراة، ناهيك عن 850 ألف دولار للفريق البطل، بينما يحصل الخاسر على 150 ألف دولار، وتنتظر أحسن لاعب في المباراة جائزة قيمتها 50 ألف دولار، فضلاً عن الجوائز الخاصة بالجماهير، تقديراً لحرصها على إثراء الحدث، حتى إن التذاكر نفدت بعد طرحها بساعة ونصف الساعة فقط!
وبعيداً عن تلك الأجواء المبهرة، ماذا عن المستويات الفنية للفريقين، فكلاهما تأهل إلى الدور الثاني أفريقياً بسهولة شديدة متصدراً مجموعته، وإن كانت التشكيلة الأهلاوية تتمتع بالاستقرار منذ فترة طويلة، في حين نجح الزمالك في تدعيم صفوفه مؤخراً بعدد كبير من اللاعبين المتميزين، مع جهاز فني جديد، بقيادة البرتغالي جوزيه جوميز، وتسعى الصفقات الجديدة لإثبات جدارتها بارتداء القميص الزملكاوي، بإهداء الجماهير الزملكاوية بطولة تعوض بها التراجع الكبير في جدول الدوري، وما بالك لو كانت تلك البطولة على حساب المنافس الأهلاوي.
ولحسن الحظ فإن تلك المواجهة الكبيرة، تأتي في أجواء إيجابية، بعد زيارة مجلس إدارة الأهلي، برئاسة محمود الخطيب للقلعة الزملكاوية، وانتهاء أزمة كهربا بتسديد الغرامة للخزينة الزملكاوية، لتنهي خلافاً امتد لقرابة 5 سنوات.