انفض سامر بطولتي آسيا وأفريقيا، بعد شهر كامل من الإثارة والتشويق، وانحازت البطولتان لأصحاب الأرض والجمهور، فاعتلت «أفيال» كوت ديفوار عرش «القارة السمراء»، بينما احتفظ أفضل جيل في الكرة القطرية باللقب الآسيوي.
وقدمت البطولتان أربعة مدربين كانوا في مهمة انتحارية، ورغم ذلك حققوا نجاحاً مشهوداً، فالمدرب الإسباني لوبيز مدرب «العنابي» كان مجرد مدرب طوارئ استعاره الاتحاد القطري من نادي الوكرة، ورغم أن الفريق لم يكن في أحسن حالاته بدور المجموعات، فإنه تحسن تدريجياً في المباريات الإقصائية إلى أن حقق لوبيز مجداً شخصياً بقيادة منتخب قطر للقب غالٍ، ومعه كل الألقاب الفردية، أما منافسه المغربي حسين عموته مدرب الأردن فقد تعرض لحملة انتقاد عنيفة قبل التحول إلى الدوحة، حتى إن البعض طالب بإلغاء التعاقد معه، قياساً بالنتائج السلبية في وديات ما قبل البطولة، وضرب عموته بكل تلك الانتقادات عرض الحائط، ولم يلتفت إليها، وحقق إنجازاً تاريخياً للكرة الأردنية، بالتأهل للمرة الأولى في التاريخ إلى النهائي الآسيوي، وفي الكرة السمراء جمعت المباراة النهائية بين مدربين تعرضا لظروف قاسية للغاية، فالبرتغالي بيسيرو مدرب نيجيريا كان قاب قوسين أو أدنى من مغادرة قلعة «النسور» قبل البطولة، ورغم ذلك حقق نجاحاً مشهوداً، وقاد نيجيريا إلى النهائي، وأثبت أنه لا يستحق تلك الحملة التي تعرض لها قبل الوصول إلى كوت ديفوار، وبدلاً من مغادرة لاجوس قبل البطولة غير مأسوف على شبابه، بات هدفاً للعديد من المنتخبات التي ترى فيه مدرباً على أعلى مستوى من الكفاءة.
 أما مدرب كوت ديفوار، إيميرس فاييه فقد حل بديلاً عن المدرب الفرنسي جان لويس جاسيه، بعد الهزيمة الثقيلة برباعية أمام غينيا الاستوائية، والتي وضعت الأفيال في موقف لا يحسدون عليه، ولولا فوز المغرب على زامبيا لودع الفريق البطولة، وبعد أن تولى فاييه المهمة، عاد «الأفيال» من غرفة الإنعاش وكسبوا كل مبارياتهم إلى أن هزموا نيجيريا في النهائي، ليصبح فاي أول مدرب ينتزع لقب البطولة، دون أن يبدأ المهمة من مباراتها الأولى.
×××
بعد خروج القوى العظمى «السنغال والمغرب ومصر والجزائر والكاميرون» مبكراً من بطولة أفريقيا، وعدم تأهل اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران للنهائي الآسيوي، هل يعني ذلك تغيير خريطة الكرة في القارتين، أم أن ما حدث مجرد حالة عارضة لن تستمر طويلاً؟.