شكلت مشاركة بعض المنتخبات العربية في «المونديال الأفريقي»، صدمة لجماهيرها التي كانت تمني النفس بالمنافسة على كسب ود «الأميرة السمراء»، ولكن ذهبت تلك الآمال والطموحات أدراج الرياح، بل جاءت تلك المشاركة أشبه بالزلزال، بما يعقبه من توابع.
حدث ذلك مع منتخب الجزائر «حامل لقب» بطولة 2019 في «قاهرة المعز»، وبعدها ودع تصفيات كأس العالم 2022، وغادر كأس أفريقيا من دور المجموعات في آخر نسختين، ليسحب مدربه جمال بلماضي كل الرصيد الذي جمعه في 2019، والغريب أن منتخب «محاربي الصحراء» المدجج بالنجوم غادر النسخة الحالية، من دون أن يتذوق طعم الفوز في آخر بطولتين، والأغرب أنه احتل المركز الأخير في مجموعته بتعادلين مع أنجولا وبوركينا فاسو، والخسارة المريرة من موريتانيا، وكان من المنطقي أن يتحول بلماضي إلى «مدرب من الماضي»، في رد فعل منطقي على بركان الغضب الذي اجتاح الشارع الرياضي الجزائري، جراء الإخفاق الكبير في الامتحان الأفريقي، بل وطالبت الجماهير بإعادة تقييم مستوى معظم اللاعبين لاسيما «عواجيز» الفريق.
ولم يكن الوضع في تونس أفضل حالاً من الجارة الجزائر، بعد أن ودع «نسور قرطاج» العرس الأفريقي من الدور الأول، وبالمركز الأخير في المجموعة أيضاً وبنفس رصيد منتخب الجزائر «نقطتين» من تسع نقاط، بالخسارة أمام ناميبيا، وبالتعادل مع كل من مالي وجنوب أفريقيا.
وكان من المنطقي أيضاً أن يؤدي ذلك الإخفاق إلى انتهاء مهمة جلال القادري مدرب منتخب تونس، وهو المدرب الذي خدمته «الكورونا»، عندما أصيب منذر الكبير مدرب تونس بـ«كوفيد 19» خلال بطولة أفريقيا الماضية بالكاميرون، وقرر الاتحاد التونسي تكليف مساعده «جلال القادري» بقيادة المنتخب في مباراة نيجيريا، ونجح في الفوز بها، ثم نجح في قيادة الفريق إلى مونديال «قطر 2002»، وكسب منتخب فرنسا «حامل اللقب»، لكن ذلك لم يشفع له إزاء الإخفاق الكبير في كوت ديفوار!
وفي آسيا، لم يكن المنتخب العُماني أفضل حالاً من أشقائه عرب أفريقيا، ويكفي أنه مع شقيقه اللبناني كانا المنتخبين العربيين الوحيدين اللذين غادرا كأس آسيا من الدور الأول، ولم يكسب «العُماني» سوى نقطتين فقط، في حين تأهل منتخبا فلسطين وسوريا للمرة الأولى إلى دور ثمن النهائي.
وكان الخروج المبكر بمثابة نقطة في آخر السطر لعلاقة الكرة العُمانية بالمدرب برانكو التي امتدت لأربع سنوات!