الزمان: يوم السبت 21 ديسمبر عام 1996.
المكان: استاد مدينة زايد الرياضية بالعاصمة أبوظبي.
المناسبة: أول نهائي لكأس أمم آسيا يجمع ما بين منتخبي الإمارات والسعودية.
شهدت المباراة تنافساً كبيراً بين الفريقين، لانتزاع اللقب واعتلاء قمة الكرة الآسيوية، وأكمل «الأخضر» السعودي آخر دقائق المباراة، منقوصاً من مدافعه حسين عبدالغني، ولاحت لـ«الأبيض» فرصة ذهبية لحسم المباراة والبطولة، عندما تهيأت الكرة للنجم الكبير عدنان الطلياني أمام مرمى محمد الدعيع، وبدلاً من إسكانها المرمى، أطاح بها فوق العارضة، وسط دهشة الجميع، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل من دون أهداف، ليتحول الفريقان إلى شوطين إضافيين، واستمر التعادل السلبي، إلى أن احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لـ «الأخضر» السعودي، وأدارت ظهرها لـ «الأبيض» الإماراتي، بعد أن أخفق يوسف حسين وحسن سعيد في التسجيل، بينما أضاعت السعودية ركلة واحدة، عن طريق إبراهيم ماطر.
وعاشت الجماهير الإماراتية ليلة حزينة، بعد أن أضاع منتخبها فرصة الفوز بلقب قاري، كان أقرب إليه من «حبل الوريد».
ووسط تلك الأجواء الحزينة خرج معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت، بتصريح أراد به أن يمتص حالة الحزن التي انتابت كل الأوساط الكروية الإماراتية، مطالباً كل مشجع إماراتي، بأن يرفع رأسه، وأن يفتخر بصعود منتخب بلاده إلى النهائي الآسيوي للمرة الأولى في تاريخه، وقال سيأتي اليوم الذي نفاخر فيه، بأننا كنا طرفاً في المباراة النهائية لأهم بطولة في القارة الآسيوية. وبالفعل تحققت توقعات «بوغباش»، وعلى مدار ما يقارب ربع القرن، ظل منتخب الإمارات يحاول تكرار «إنجاز 1996» بالوصول إلى النهائي، من دون جدوى، وعندما اقترب من ذلك في بطولة 2015 بأستراليا اصطدم في نصف النهائي بأصحاب الأرض والجمهور، واكتفى بالتغلب على منتخب العراق، والفوز بالميدالية البرونزية. ويبقى السؤال: هل يملك منتخب الإمارات المقومات التي تمكنه من أن يذهب بعيداً في البطولة الحالية بالدوحة، وسط الترشيحات التي تصب في مصلحة اليابان وكوريا وأستراليا والمنتخب القطري «حامل اللقب» وصاحب الأرض والجمهور والمنتخب العراقي بطل الخليج؟ وشخصياً أشعر بالتفاؤل، بشرط أن يستعيد «الأبيض» شخصيته، مستثمراً الانطلاقة الجيدة في تصفيات «المونديال»، ناهيك عن الدعم الكبير الذي يحظى به حالياً على كل الأصعدة الرسمية والشعبية.