السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيد ...أرزاق كتبت على الجباه الساعية

الصيد ...أرزاق كتبت على الجباه الساعية
22 مارس 2010 21:31
يا الله بصباح الخير، رزقك على الله يا طير، هكذا يردد الصيادون في دبا ورؤوس الجبال، وهم ذاهبون في الصباح الباكر إلى عشقهم الأبدي البحر. ولأن البحر أبو الأرزاق، كما يقول المثل، ظل الصيادون على عهدهم القديم يمارسون هذه المهنة أباً عن جد، دون أن تأخذهم زخرفة المدينة وأضواؤها، فكل عام من هذا الموسم يزداد أهل البحر طرباً، بقدوم موسم الصيد، وتظل أعينهم تراقب حركة السمك وهم في قواربهم ، يتحينون الفرص، وبعد أن يتأكدوا من اقتراب الصيد إلى البر، يعطي النوخذة إشارة البدء والالتفاف والتي يطلق عليها في المصطلح المحلي (الضغية) أو (تحويطة) وهذه الضغية مكونة من شباك يصل طولها ما بين 2500 إلى 3000 باع، وعمقها ما بين 25 إلى 30 باعا، فحجم الضغية يعتمد على موقع السمك من البر، ويتجمع الناس بعد أن تحكم الضغية سيطرتها على السمك، ليساعدوا الصيادين بجر الشباك إلى البر، ويقوم النوخذة بالإبحار بقارب صغير حتى يصل إلى الشبك الرئيسي للضغية، ويرفع تارة يده اليمنى، وتارةً يده اليسرى، ويسمى (المسيوي ) والذي يساوي بين الطرفين في عملية جر الشباك، وبهذه الطريقة يتم إحكام السيطرة على السمك. وفي السنوات القليلة الماضية، استعان الصيادون في دبا، بسيارات الدفع الرباعي للمساعدة بجر الشباك، وقد شهد موسم الصيد هذا العام، والذي يبدأ في النصف الثاني من شهر يناير، ويستمر حتى آخر أبريل صيداً وفيراً، وبالأخص سمك (القباب، والييدر، والصد) حتى أصبحت أسواق دبا مليئة بهذه الأصناف من الأسماك، والتي يتراوح سعرها ما بين 100 إلى 120 درهماً لحبة الييدر، و35 إلى 50 درهماً لحبة القباب، ومن 10 إلى 15 درهماً للصد. وقد استبشر أهل البحر خيراً وهم يرون الصيد هذا العام بهذه الوفرة، ويعبر النوخذة راشد العاصي، وهو من أهالي البدية في دبا، والذي تجاوز عمره السبعين عن رضاه التام للصيد هذا العام، وهو يرفع كف الشكر للخالق عز وجل، الذي ساق كما يقول هذه الأرزاق إلى البر. أما النوخذة مالك بن أحمد بن مالك بن زيد الظهوري، وهو من أهالي منطقة البلد في رؤوس الجبال، والذي حقق الرقم القياسي للصيد هذا العام، حيث تمكن شباكه، من صيد 12 ألف سمكة قباب في ضغية واحدة، فيعبر عن فرحته الكبيرة بهذا الصيد الوفير، شاكراً الله عز وجل على هذه النعمة، وموضحاً أنه لم يسبق أن تم صيد الأسماك بهذه الكمية الوفيرة، فعطاء البحر كما يقول ليس له حدود، فالبحر مصدر الخيرات، وخلاصة القول إن أهل البحر في غاية السعادة هذا العام.
المصدر: دبا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©