نحن في الخمسين، يداً بيد من أجل التمكين، من أجل حقول تنمو على جداول لا يلحقها هم، ولا يعرقلها غم.
نحن في الخمسين وطن يتهجى أبجديته، من كتاب الإرث العظيم، ومن صبوة الجياد الواثبات نحو المدى، بإرادة النجباء، وعزيمة الرجال الأقوياء، وهذا الوطن الأريب، يخضب أنامل الوعي بثقافة الجد، والاجتهاد، والسير قدماً نحو غايات، ورايات، وبلا كلل، أو ملل، لأن الحلم أزهى من نجمة الفجر، ولأن الطموح بسعة المحيط، ولأن القدرات، بحجم الجبال الشم، وسموق النخلة الباسقة.
نحن في الخمسين، كتاب يشرق بكلمات من المولى عز وجل، بأن نفرد الأجنحة، ونحلق في الأفق نوارس، تلمع عيونها ببريق التفاؤل، بإمكانيات شعبنا، ونباهته، وبلاغته، ونبوغه، وبلوغه غاية الظفر، بمستقبل مرقش بالتحديات، ونحن الموجة التي ستكشط الرغوات عن سواحله وسوف تمضي في تأثيث الشطآن بمشاعر الذين اقسموا على أن تكون الإمارات هي الأجمل، وهي الأكمل، وهي الأفضل، وهي الجدول الذي تستريح في عذوبته، جديلة العشب القشيب، وتسترخي على نواصيه، أجنحة ملأى بالشفافية.
نحن في الخمسين نشيد الطير، وأغنيات الشجر، نحن في الخمسين، قيثارة، ومنارة، وإشارة خضراء باتجاه التدفق، والتألق، والتأنق، وتحقق كل ما يتسرب إلى القلب من عزف النغمات بين خيوط الفجر، وما فاض عن الوتر.
نحن في الخمسين، سنشعل من زيت محبتنا، منازل الوعي وسوف نملأ أزقة حضارتنا أشعة من كد، وكدح، ومن قصيدة عصماء، ترتل أبياتها على منوال النبضات الحية، وسيرة البدوي الذي غنى للصحراء، وهو يخب على ظهر سفينة السفر البعيد، وها هو اليوم يستدعي التاريخ بصرامة، وعزم، وليقول للعالم أجمع: نحن نتطور بالحب لا بغيره، ونحن نتقدم باتجاه الآخر، بالتسامح، والتصالح مع النفس، الأمر الذي يجعلنا متميزين، واستثنائيين.
نحن من مآثر زايد الخير طيب الله ثراه، نقتفي أثر الحياة الهانئة، ونسبر غور تحضرنا، بوعي الذي أسس لوعينا، قيمة، وشيمة، وسجايا عظيمة.
نحن في الخمسين، ثراء بإخاء، وسخاء بوفاء، ونعمة مبجلة، مجللة بانتماء، نحن في الخمسين سنكون أكثر فخامة، وأكثر وسامة، وأكثر جزلاً، وفضلاً، لأننا سنكون قد أتممنا تلاوة كتاب الأحلام، وأنجزنا رفع النشيد عالياً، وانسكبنا في الوجود، نهراً من عسل مصفى، تختاله المخلوقات بكل تعظيم، وتمجيد، لأننا في صلب الكل سنكون المنبع والمصب.