المتابع للشأن الكروي على مستوى المنتخبات يلاحظ ما يثار، في وسائل التواصل الاجتماعي، عن ما آلت إليه منتخباتنا الوطنية في مشاركاتها الخارجية منذ فترة ليست بالقصيرة
والنتائج السلبية ومشاهد الإخفاق التي نشاهدها منذ أن ودع منتخبنا الأول كأس الخليج والأولمبي بطولة غرب آسيا دونما ردة فعل من الاتحاد والأندية، وكأن الأمر لا يعنيها وكل همها حصول أنديتها على بطولات الموسم ولا شيء غير ذلك.
 الهيئة العامة للرياضة لم تبادر لمناقشة الوضع ولا اللجنة الأولمبية دعت إلى مؤتمر عام لمناقشة الأزمة ولا الاتحاد المعني رفع راية البحث عن الأسباب، ولا المجالس الرياضية بادرت بدراسة الأمر باستثناء مجلس الشارقة الرياضي الذي دعا إلى جلسة حوارية لدراسة ظاهرة زيادة عدد اللاعبين الأجانب والمقيمين والمواليد في فرق الأندية تلبية لمناشدة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بضرورة دراسة الظاهرة، لأن أنديتنا تأسست لتلبية احتياجات أبنائنا، وما ذهبت إليه الأندية لا يمت لتوجهات الدولة في دور الأندية الأساس الخاص باحتضان أبنائنا أولاً، ثم المنافسة التي لها طرقها ووسائلها وفق آلية محددة ابتعدت أنديتنا عن مسارها وتحقيق أهدافها. اليوم كلنا مطالبون بدراسة الظاهرة التي استفحلت وأخرجت أنديتنا عن مسارها في الاحتراف الكروي، حيث تسرعنا في احتضانها وآلية تطبيقها وفق قواعد تحافظ على مكتسباتنا، وتنقلنا من الاحتراف الذي كان مبطناً إلى الاحتراف الوهمي، ولم يضف لنا شيئاً مع نهاية عامه الخامس عشر، في الوقت الذي سبقتنا منتخبات وأندية في دول لم تطبق الاحتراف الذي فرض علينا دونما دراسة متأنية لواقع كرتنا وما آلت إليه منتخباتنا وأنديتنا في مشاركاتها الإقليمية والقارية مقارنة بغيرنا من المنتخبات التي ما زال لاعبوها وإداريوها هواة.
نتمنى من مجالسنا والأندية المنضوية تحتها دراسة ظاهرة الإخفاقات المتكررة والخروج بتوصيات تحقق لنا أهداف الاحتراف الذي أضعنا مساره ونرمي بالتهم يميناً ويساراً بعيداً عن الجهة المسؤولة عن ذلك، وكأن الأمر لا يعنيها، وهناك جهات مسؤولة عنها دونما تحديد لأنها تخاف المواجهة وتفقد مصالحها. نتائج مخجلة ودروس لم تلامس أهدافنا، ومسيرة لم نجنِ منها سوى صرف المال وضياع الوقت، تجاوزتنا المنتخبات الهاوية وتذيلنا قائمة دول المنطقة بعدما كنا أحد منافسيها في زمن الهواية.
فلماذا هذا الصمت من الأندية والجهات المعنية.