في يومها العالمي، نفتح دفاتر الذاكرة، ونلتقي بمشاهد، وصوراً من كفاح هذه الأيقونة، ونرى ما يذهل، وما يجعل التاريخ يسجل التراكمات، وكأنه يطوي سجادة الحرير، على سلسال من ذهب، وكأنه يطرق ذاكرة الجيل بأنامل من ماء زلال، وكأنه ينقش الحلم الزاهي على رموش مسيرة مظفرة، وها نحن اليوم، نفتح نوافذ التاريخ، ونقرأ على أوراق الشجر، ملاحم من بطولات سجلتها المرأة، على مدار عقود من الزمن للإمارات، زمن تكلل بكفاح، وعمل، وتضحيات، وتفان من أجل أن تستمر الحياة، مزدهرة، ترفل بالسندس، والإستبرق، ومن أجل أن يتمكن الرجل من المضي في طريق التقدم، فلابد من ظهر يسند إرادته، ولابد من ترياق يحمي عزيمته، ولابد من حلم جميل يلون عينيه، ولابد من شجرة تظلل خطواته، ولابد من عينين تشعان بالأمل، تعضدان طموحاته.
المرأة في تاريخها الطويل، أسست لجمهورية أسرية، فائقة الشفافية، خارقة كل الجدر، متجاوزة كل الحواجز، متطلعة إلى عائلة تتماسك أضلاعها، وتترافق نحو المستقبل، بأمل الوصول إلى ضفاف النهر العظيم، واليوم وبعد العقود التي مضت، نحصد ثمار هذا الوثب إلى الأمام، ونجني حصاد العمر، والمرأة هي مركز الدائرة، المرأة هي المحيط، وهي الخيط الذي يقوم نسيج القماشة الأسرية، ليظل الوطن شامخاً، راسخاً، قوياً، معافى، مشافى من كل ما يعيق، وكل ما يعرقل، فهي المدرسة، وهي العين التي يرى فيها الوطن، سبل سلامه، وطرائق أمنه، المرأة وهي تكتب السطر الأول في رسالة البوح الوطني، تضع الكلمات عند نافذة الجملة المفيدة، وتعمل على نقش زجاجة الأمنيات، بمنمنمات أرق من السلسبيل، وأدق من شفة الطفولة.
الإمارات اليوم وهي تعدو باتجاه المستقبل، تشعر أنها بفضل المرأة، استطاعت أن تملأ جعبة الوطن، بأبناء شقوا الطريق نحو الغد، بقلوب مطمئنة، وعقول مفتوحة على العالم ونفوس أصفى من قطرات المطر. اليوم عندما نسمع عن الأبناء وهم يبدعون في مختلف مجالات الحياة، نفخر بالأم، لأنها الشجرة التي احتضنت تلك الثمرات، ولأنها الموجة التي أجادت فن الوشوشة في أسماع الفلذات، ولأنها الغيمة التي غسلت جبين الأبناء صباحا، وقالت هيا للعلم.. هيا للعمل. 
في ميادين الكد، والجد، والاجتهاد، نرى حضور المرأة مكثفاً، ومؤثراً نراها تدوزن حياتنا، برخاء مشاعرها الأنثوية، الفريدة، نراها تقدم للوطن كل ما يحتاجه من أدوات نجاح، ومادة صنع الأمل. إذا كنا نحتفل بيوم المرأة، فإننا نحتفي بأيامها، وسهرها وتعبها، وإيثارها، وكفاحها للوطن، ومن أجل حضارة لا تغيب عنها الشمس، وثقافة لا يأفل عنها ضوء القمر، المرأة اليوم اقتصادية، ناجحة، وسياسية، مثابرة، وطبيبة، ومهندسة، ومعلمة، وصحافية، وفي كل المواقع، والميادين، نراها تخصب حياتنا بالفرح، وتملأ قلوبنا بحب الحياة.