هي هكذا بزغت في الوجود مثل خيط المسبحة، والعالم خرزات من كهرمان، تضيئه دبي بقناديل الفكرة المجللة بإرادة الحلم الجميل.
أجنحة العالم في إكسبو، قبعات عملاقة تظلل الرؤوس وتحميها من التشظي والشظف، أبنية من مكعبات تختزل وثبات التاريخ ليستريح الكوكب من غبار تلاطم المتناقضات.
هكذا دبي في معرضها الأنيق، فصلت الثوب، ليكون لائقاً مشرقاً، في أفنية العالم، ومناسباً لمشاعر من عشقوا الحياة، ومن وضعوا سنامها عند هامات النجوم، ومن أسرجوا جيادها لكي تطال عنان السماء، ومن نقشوا على وشاحها صورة الإنسان الخالد، والبلد الذي لا تغيب عنه مصابيح الفرح، شعار دبي أن يبقى العالم جلياً، بهياً، زاهياً، راقياً برونق الحضارات التي لا تبلى سنابكها، ولا تتعب خفاف نوقها، هذه هي الرؤية، وقد أثبتت دبي أنها في صلب الجوائح تكون أكثر وعياً بأهمية أن نكون بمناعة ماهرة، تدفع عنا الوهن والعهن، هكذا تفكر القيادة، وهكذا تبري أقلام الطموح، وهكذا تغزل معطف المخمل، وهكذا تنسج حرير الشال، المنمق بالحب، وفرح الفائزين في دورة الحياة.
شعار دبي، يقدم الخبر على المبتدأ، ويمضي في الجملة الفعلية، كي يحرر العبارة من اللغط، ويخلص الرواية من سرد المعقول، ليحكي للناس عن بلاد اشتقت من الشمس أهدابها، ومن الجبال صرامتها، ومن البحار هيبتها، ومن الأنهار عظمتها، ومن المرأة وقارها، وصمودها، وقدرتها الفائقة على التحدي والتصدي لعواتي الزمن.
هكذا رأت دبي العالم، وهكذا رفعت الشعار عالياً كشراع، مد قماشته لأجل الأفق الأبعد، ولأجل النسق الأمجد، وهكذا سارت القافلة، تحث الخطى باتجاه بياض الغيمة، ونصوع النجمة، ورفيع القيمة، وكل ذلك يحدث اليوم على أرض الإمارات، يحدث والناس تتحدث، ورغم كل الأحاديث تبقى صورة دبي أكثر إجلالاً، وأكثر عمراناً، لأن الإلهام كان سماوياً، ولأن الرؤية كانت موحاة، وليست مستوحاة، ولأن الفكرة كانت أوسع من الكلمات، ولأن الخطوة كانت أبرع من الوصف، وهكذا تتم اليوم على هذه الأرض، أعظم التلاقي لجداول العالم، وأعظم التساقي لغيمات فجرت شلالاتها عن مصبات دبي، فأينعت الأرض، وأخصبت.
اليوم في دبي تلتقي العيون، والوجوه مسفرة بالضوء، والقلوب عامرة بالفرح، والعقول تتطلع إلى مزيد من الإبداع، وكثير من الحلم، وجديد من العطاء.