- الآن أصبحت موضة التجارة من خلال مقهى «سايبر كافيه» هي التجارة الرائدة بين من لا يطلبون العلا بسهر الليالي، ووصل الليل بالنهار من أجل نجاح عملهم وأعمالهم، هي طاولة وكرسي وكمبيوتر ببلاش في المقهى الافتراضي، وساعة الإنترنت تكلف دراهم معدودات، ويبدأ صاحبنا الذي سيسمي لقبه الوظيفي «سي إي أو» لشركة ما وراء البحار «هودلينغ»، وعناوين لأفرع وهمية، وكل رأسماله صفحة أو موقع إلكتروني، ويدير مؤامراته الرخيصة من خلال ذلك المقهى، أو تجده يدير الصفقات من خلال جواله، ويحاول إيهام الآخرين بجدية مشروعه، ودائما ما تلقاه يبحث عن شريك مواطن لمشروع ناجح، وذي دخل عال، وأنه وجد مثل هذه البيعة اللقطة، لشريكه المواطن، لأن صاحب المشروع الأصلي يريد بيعه بداعي السفر، مثل هذا التاجر من مقاهيهم تجد أمثاله كُثر، ويتشابهون في الشكل والملبس والشعر الأسود الفاحم اللامع من «الجل»، واللغة المتداولة، وحتى الحوارات، وكلهم مشاريعهم في «اللابتوب»، ويعرضونها على الشاشة مع مؤشر «ليزري»، ليعشوا عيون الزبائن، وتسمع الخريط؛ استراتيجية المشروع، وخطته الاستثمارية المدروسة، والأرباح التراكمية، وكم مصطلح اقتصادي إنجليزي غالباً في غير محلها، ولا تجلب سيولة تراها العين، وتستشعرها اليد، مثل هؤلاء لو تفتش جيوبهم لن تجد فيها ألفا وخمسمئة درهم عداً ونقداً، ويمضي شهره كله على البطاقة الائتمانية في حدودها القصوى أو ما يمكن أن يلطمه من خلال الصفقات الاحتيالية الطيّارة، ألف من هنا، ألفان من هناك، سرقة رصيد هاتف، محاولة إغراء أرملة لم تحزن طويلاً على المرحوم، وهكذا يمضي قطار العمر، إذا ما لم ينزله القطار في محطة السجن المركزي، ليبدأ مشروعه الثاني الجديد من خلف القضبان.
- «يعني مب كل من لا يتكلم إنجليزي ما يفهم، و«طمّة»، ومب مثقف، ومب عصري، ليش يريدون يثبتون هذه المغالطة في الرؤوس؟ طيب.. بالمقابل مب كل واحد تكلم إنجليزي شغل «ستارباكس»، و«حرب النجوم» وبين كل كلمة وكلمة يقول لك: «كوووول» يمكن أن يفهم في الشفافية، والاستشراف، والبعد الاستراتيجي، وتطوير الذات، وإحداثيات المرحلة المقبلة!
- كنت أتمنى مع بداية العام الدراسي عن بُعد أو التعليم الهجين أو التعليم التقليدي أن لا تظهر إصابة ولو واحدة في أي مدرسة لأنها «ستخربط» الأهالي، وتجعلهم يحجمون عن إرسال أولادهم إلى المدارس، وسيظهر بينهم التشكيك والتردد، وإعادة حساباتهم، وبالتالي سيربك أمر وزارة التربية والتعليم، ومجالس التعليم المناطقية، ومحاولة خلقهم انسيابية سير التحصيل الدراسي هذا العام في زمن الجائحة، حادثة واحدة، وكان يمكن طرحها كفرضية حتمية لإيجاد الحلول البديلة مسبقاً أو ما يعرف بالخطة الثانية «ب»، ولكي لا يخلق تلك الفوضى والبلبلة في وسائط التواصل الاجتماعي التي يبدو أنها هي التي تسيّر الناس، وهي الوحيدة التي يتبعونها.