المواطن أولاً، تحمل في الطيات، حزمة قيم، وشيم، وقلادة بريق يشع في وجدان الوطن، فيضيء مشاعر المواطن، وهذا ما تصبو إليه القيادة وتعمل من أجله، لتكون الإمارات منبر العطاء، ومعبر الشجون، والشؤون، نحو غايات تؤسس لمجتمع زاهر، باهر، سائر إلى العلا بخطوات لا تكبو، ومشيئة لا تتعثر.
المواطن أولاً هي الجملة المفيدة والتي على أعقابها يرفع المبتدأ، ويضم الخبر، من دون حروف جر، ولا تنوين يكسر الحرف الأخير لكلمة مواطن.
هذه هي السجية، وهذه هي النخوة التي رفعت الرؤوس، وتوجت الأعناق، وكللت الصدور، بأوسمة الفخر والاعتزاز، فعندما تذهب، وأينما تتجه، تجد أنك في الخضم الرحب المكانة في الأمكنة، وفحوى الإنسانية بين العالمين، أينما تكن، فأنت في الندى قمر يسهر على ضوئه، موزعاً النور بين الهنا، والهناك، حتى بدوت في العالم المحور، والجوهر، والصدر والنحر، والسفر الطويل في أعطاف الخلائق.
فأنت ابن الإمارات، تكون أنت الكلمة المعرفة بأل، والمعنوية بالشموخ، فلا تكل الألسن، ولا تمل في اللهج باسم دولة صارت في الوجود آية، وفي ضمير الكون معجزة، تخلب لها القلوب، وتنجذب صوبها الأرواح، فمن ذا الذي لا يتمنى بأن تطأ قدماه هذه الأرض، وتكون موئله، ومسعاه، ومجراه، فمن ذا الذي لا يعرف عن خصال هذا البلد وتاريخه المفعم بالنصائع، والدرر الإنسانية.
المواطن أولاً العنوان، والنيشان، المواطن أولاً هي المسافة ما بين الرمش، والرمش، وعند كل جبين هي شامة وعلامة، وابتسامة السماء لأرض أحبها الله، فحبب فيها خلقه.
المواطن أولاً كلمة تسرد على لسان البشر والشجر، وكل ما ينطق، وكل ما يحدق في قدرة السماء على إمطار التراب بماء الأحلام الزاهية، المواطن أولاً كلمة تتصرف في الوجدان كما أنها الغيمة الممطرة، كما أنها النخلة السخية، كما أنها الموجة الرخية تغسل البحر من أدران تاريخه.
المواطن أولاً وضعتها القيادة ناموساً، وقاموساً، ونبراساً، تحرس به مكتسبات، وتؤمن به منجزات، وسوف يبقى الوطن، السفينة، والمواطن شراعه، الذي لا يخفق إلا لرحلة أحدث، ومنجز أعظم، واكتشاف أهم لطاقات، وقدرات، وإمكانيات.
المواطن أولاً أنشودة مطرزة بنغمة ونعمة الإيمان بأهمية أن نكون في العالم النموذج والمثال للتلاحم والانسجام.