يمثل 15 مايو 2022 يوماً مفصلياً مهماً يضاف إلى تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وأمجادها، وهو اليوم الذي يشكل بدايةً لحقبة جديدة يقودها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بعد أن انتخب أعضاءُ المجلس الأعلى للاتحاد سُموَّه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد انتقال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، إلى جوار ربه، ليكمل الشيخ محمد بن زايد مرحلةَ التأسيس ومسيرةَ التمكين، ويبدأ عهداً جديداً من النماء والتقدم والطموح، وهو خير خلف لخير سلف.

الشيخ محمد بن زايد ليس رجلاً جديداً على السياسية ودهاليزها المعقدة، بل هو قائد محنك وزعيم طموح عَبَر بالإمارات إلى آفاق واسعة من التقدم والازدهار حين وجد نفسه الذراع الأيمن والعضيد المخلص لأخيه وسلفه الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، فحمل لواء القيادة مبكراً، فكانت الدولة تسير كما رسم لها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي زرع في أبنائه من بعده الطموحَ وروحَ الإنجاز حتى في أصعب الظروف وأعقد المراحل التي مر بها العالم، ومن ذلك اجتيازه بالإمارات وشعبَها إلى بر الأمان خلال محنة «كوفيد-19» التي فتكت بأجزاء كبيرة من العالم وقتلت الملايين من البشر في أصقاع المعمورة، بينما بقيت دولة الإمارات متمتعةً بأقوى درجات الأمان الصحي وأكثرها تقدماً على مستوى العالم، فكانت الأقدر على احتواء الجائحة والحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين.. هذا فضلاً عن التحالفات السياسية والعلاقات الاستراتيجية التي قام سموه بتوسيع رقعتها مع العالَم، والنمو الاقتصادي الكبير الذي تحقق بفضل إدارته.

دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى دول منطقة الخليج التي تميزت على مر التاريخ بالانتقال السلس للسلطة تحت ظل حكام من أسر كريمة لها باع طويل وتاريخ متجذر، وأسرة آل نهيان إحدى هذه الأسر الكريمة ذات الحكمة والحنكة، والقريبة من شعبها على الدوام، الملامِسةُ لحاجاته والحريصةُ على رفاهيته وحياته الكريمة. وليس بمستغرب أن يُنتَخب الشيخ محمد بن زايد بهذه السلاسة والأريحية، فهو رجل محبوب من شعبه، وهو رمز للحكمة والطموح، وهو يحظى بالتفاف شعبي وتلاحم مجتمعي حول سموه، وهو امتداد لوالده الشيخ زايد في حبه لشعبه ودولته وسعيه الدائم لتعزيز مسارها الناهض على كافة المستويات.

الشيخ محمد بن زايد قائد فذ وملهم، سوف يحقق للإمارات في عهده خطوات تنموية مهمة تعزز تنويع الاقتصاد وترتقي بالتنمية المجتمعية وتدفع بنهضة الإنسان الإماراتي وتزيد من تمكين الشباب وتحفيز طاقاتهم للعمل والابتكار والإبداع.. سعياً للارتقاء بالفرد وتمكين الإنسان، استمراراً لنهج الإمارات الراسخ في تبني الطموحات التنموية الكبرى، تجسيداً لإرادة قيادتها التي لا تعرف المستحيل، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، وحتى وانتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، من قبل أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد.. لتنتقل الإمارات بذلك نحو مرحلة جديدة من النهوض والتنمية المستدامة، اعتماداً على رؤية سموه الاستراتيجية إلى المستقبل، والتي برزت ملامحُها خلال رحلة تولِّيه مختلف المواقع التي أظهر فيها نموذجَ القائد الكفؤ والملهم بكل المقاييس.

نبارك لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وللشعب الإماراتي الكريم بمناسبة انتخاب سموه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونتمنى له التوفيق والنجاح والسؤدد والمزيد من العطاء، استمراراً لنهج الوالد المؤسس، ومواصَلةً لمسيرة النماء والازدهار لدولة الإمارات الحبيبة.

*كاتبة سعودية