أيها السادر الغادر المغامر، المثابر، الشاطر الماهر في صناعة الكذبة، والذهاب بالحيلة نحو أنفاق وأحداق، وآفاق وأشواق، وأعناق وأعماق ونفاق، واختلاق، واصطفاق، وانغلاق، ورهاق، وانزلاق، وزهاق، واندلاق وبهاق، وشقاق، وطلاق، وفراق، واختراق، واحتراق، واستراق.
أيها الحائر الخائر، الغائر، الساجر الزاجر الناهر، الغابر، الناقر، الناحر، البائد، الساكر، الفاجر، الغادر، العاقر، السافر، الساخر، النابد، المكابر، المجاهر، القادر على نسج الحيل، في حِلٍّ وحِلَل، وزلل وخلل، ودون ملل، تبدي وتعيد، وتزيد ولا تفيد، ودون تفنيد، تجلل البوح، بحبل وجريد، وأنت.. أنت الحضيض القديم الجديد تظن أنك المجيد العتيد التليد، تخاصم الدنيا، وتهضم حق الوطن، بعصيان ونسيان ونكران، وسلوان، وشنآن، ويالك من فريد في السجايا البائسات العابسات، يا لك من شيطان أخرس كنود جحود، كعاد وثمود، وفرعون ذي الجبروت الممدود، والسعي بلا حدود نحو تخريب وتهريب وتسريب، حق الوطن لأجل مصالح ذاتية، وأنا متورمة، متفحمة، متضخمة، متوهمة، متفاقمة، متجهمة منتمية إلى أجندات ومشاريع تضر ولا تسر، تدمر ولا تعمر، تُقفِر ولاتُسفر، تظلم ولا تُنعم، تُجرد ولا تُغرد، تسطو ولا تَشْدو تخلخل وتزلزل وتجلجل، ولا تستبدل الخير إلا بالعِلَلْ.
متى تصحو.. وقد فاقت الأرجاء، وعلمت أن المغردين باسم الأديان، والله بريء من كل أفّاق ومجادل ومخاتل، ومحتال ومختال، وقوّال.. متى تصحو، وتعرف أن لوطنك عليك حقاً، وأن لهذه الأرض التي من أديمها جسدك، ودمك وعرقك وخيرك، ونعيمك.
متى تصحو من غفوة بعد جفوة، ومن جفوة بعد خطوة أطاحتك في سافلات الأيام، ومدبرات الأحلام، حتى صرت في العقائدي، كأنك الوحش المتضور، المتهور المتكور على مشاعر الحقد والأسى، المتطور نسلاً من سلالة الضواري، المتفاقم توقاً باتجاه الكراهية، الغائص في ضحالة الفكرة، وضآلة العبرة، الناهل من حثالة ونخالة المستفرغ بؤساً أشبه بالصديد، المتقيء فكراً أقرب إلى الزبد المريد.
متى تصحو وتتعافى من خبث وعبث ورث، وتتشافى من تجاويف وتخاريف وتجديف وتحريف وتجريف، ليتخلص الوطن من بقايا مما تبقى من فنون الجنون، وأفيون المجون.
متى تصحو.. فالتجارب أمامك، وأوطان تتساقط كأحجار الشطرنج، بفعل انتحار الأخلاق، واندحار القيم، وغياب الشيم، وذهاب الجميع نحو غياهب الموت ومجهول المصير.. لماذا؟ لأن حب الذات فاق بمسافات شاسعة حب الوطن، وانتشار الظواهر الصوتية كالوباء، واستفحالها كالداء والبلواء.
متى تصحو؟ من يخن الوطن يخن الله..


marafea@emi.ae