مشيت بجوار البحر على الكورنيش، البحر مضطرب وثمة رياح تهب من الشمال، وغيوم سوداء تتجمع في الأفق، وعلى الرغم من ذلك، فإن الطقس معتدل يغريك بالسباحة في تأملات مع النفس.. الحياة مليئة بالأحداث والشجون، هموم العيش والعمل والوظيفة، وكأن ذلك لا يكفي، فتجد المرء يحمل هموم العالم المليء بالأحداث التي لم تتوقف منذ بداية هذا العام الذي يقترب من نهايته، شهران آخران نسال الله أن تكون أحداثهما أقل وطأة وأخف على الناس، فالأحداث متسارعة متلاحقة، لدرجة أننا لم نعد نستطيع ملاحقتها، ثورات وحروب ومجاعات، كوارث وزلازل وفيضانات، اغتيالات وموت عظماء وبسطاء، ترى ما الذي يحدث وإلى أين يتجه العالم..؟ لم يعد العالم مكاناً آمناً للعيش، بعد كل ما حدث لم نر أن العالم تحول إلى الأفضل، والمستقبل غامض في ظل مخرجات الأحداث، فهل تعتدل الصورة خلال الشهرين القادمين؟ أم أن العام المقبل سيكون عاماً يغاث فيه الناس..! مجريات الأحداث في العالم لم تكن بسبب الكوارث، التي هي أيضاً لم تعد من صنع الطبيعة وحدها، فهاهم البشر يتدخلون بجهل أحياناً وبقصد أحياناً أخرى، لكن النتيجة تهدد الاستقرار العالمي. ثمة طفلة تلعب على العشب الطري، وطفل آخر ربما يكون شقيقها يقود دراجته وضحكاته تجلجل في المكان، فيما جلس والداهما في ركن من الحديقة الرائعة دون أن يخافا على طفليهما أي سوء، بينما يجلس عاشقان على كرسي خشبي يتبادلان الغرام ولا يسمع من حديثهما سوى ضحكاتهما المكبوتة، ورجل يذرع الطريق جيئة وذهاباً ربما كنوع من الرياضة لتخفيف وزنه الزائد، وامرأة رشيقة تهرول بطرب وكأنها ترقص على أنغام موسيقى ربما تسمعها عن طريق سماعات علقت في أذنيها، رشاقتها أثارت شاباً فتبعها مهرولاً يحاول مجاراتها.. الحمد لله، تبقى الإمارات بلد الأمان والسلام، استطاعت في زمن قياسي أن تكون في مصاف الدول المتقدمة على الصعد كافة، وفي الوقت ذاته أصبحت قادرة على التعامل العقلاني مع عالم اليوم المتغير والذي يسير بخطى متسارعة، ونجحت بكل ثقة واقتدار في تحقيق أهداف الوطن وغاياته في زمن قصير جداً.. إن هذه الإنجازات العظيمة جاءت نتيجة لتضحيات جسيمة قام بها قادة وأبناء هذا الوطن الغالي، وذلك ما يحملنا ويحمل الأجيال القادمة مسؤولية عظيمة، وهي مسؤولية الحفاظ على تلك المنجزات العظيمة، حفظ الله الإمارات من كل سوء وحفظ قيادتها الحكيمة وأهلها الطيبين.. bewaice@gmail.com