بعض الإعلانات التي تظهر عندنا، تفترض الغباء فيمن تخاطب، وعلى هذا الاساس لا يتوانى أصحابها عن الإقدام على أكاذيب الواحدة منها أكبر من الاخرى، فسيل الكذب والغش والتدليس الذي يقطر منها لا حدود له· وإطلالة سريعة على المنشورات والمطبوعات الاعلانية تكشف ما نقول بدءا من الاعشاب والخلطات السحرية العجيبة، وحتى الاجهزة والادوات والمعدات التي لايسمع بها أحد في أي مكان إلا في أسواقنا· ولأن الموضة الآن هي البحث عن القوام الرشيق للجنسين من رجال ونساء، فقد ظهر علينا إعلان يدغدغ عواطف الحالمين بالرشاقة، ومن دون أي جهد عن طريق الحزام السحري، الذي يعمل بينما صاحب الكرش المتهدل في سابع نومة!!· فلا جهد مطلوب او برنامج رياضي موضوع، تناول'' المجابيس'' على كيف كيفك، و''اديها نومة أهل الكهف''، ولا يهمك الحزام العجيب سيتكفل بإذابة الشحوم المتكدسة !· هل سمعتم بكذبة كهذه ، دول العالم تصرف الملايين من الدولارات على حملة التوعية وبرامج مكافحة السمنة، ولم تعرف بعد بالسر الباتع لهذا الحزام، الذي أشرق في اسواقنا· و هناك الأجهزة الاخرى ناهيك عن مزاعم الخلطات السحرية من أعشاب ومكونات لا يعلم ما تحويه الا علام الغيوب· ومثل ما تظهر هذه الاعلانات كفقاعة، سرعان ما تختفي وتتبدد، ولا تظهر إلا بعد أن يكون صاحبها قد جمع ما جمع من دون ادنى اكتراث بالآثار التي ترتبت على كذبته، او بضحاياه الذين صدقوا الكذبة وابتلعوا الطعم· الغريب ان بعض هذه الاعلانات يحمل رقما يشير لحصوله على موافقة من هذه الجهة في البلدية او تلك، رغم ان وزارة الصحة قد شددت على ضرورة حصول أمثال هؤلاء على ترخيص مسبق للإعلان عن اي شيء يتعلق بالصحة العامة، لذلك ندعوكم الا تنطلي عليكم هذه الاعلانات التي تخاطب الكسالى·