بالأمس ثمة فرح اعترى العاصمة، الجميع كان بخير والابتسامة تعلو الوجوه، انقطع نفسنا نحن المشاهدين للمباراة، فكيف بالذين كانوا في الملعب يلعبون بالكرة وبمشاعر وعواطف الناس، كانت المباراة خاتمة البطولة لأن المنتخب الإماراتي أزال كلّ الشوائب وأزاح كلّ العوائق التي كانت من الممكن أن تحدث في مثل هذه البطولة الخليجية، فساعد اللجنة العليا المنظمة على اكتمال التنظيم، وبذلك يستحقّ المنظمون الدرجة النهائية على كلّ ماوفروه وقدموه للمنتخبات المشاركة والوفود الإعلامية والرياضية، وإذا كان هناك شخص يقف وراء هذا المهرجان الكروي والتنظيمي فالكلّ يعرفه والخير يعرف أهله، فمنه كان المبتدأ وكان الخبر، وإليه ينسب الكثير· انتهت مباراتنا مع المنتخب العماني الشقيق بذاك الهدف السمّي القاتل الذي نفثه الكوبرى في شباك العمانيين، ومعه تنفس الجميع الصعداء، فالمباراة بدأت بالقبلات وانتهت بالقبلات···وكم أفرحني انفعال المدرب الفرنسي الذي كان هادئاً طوال المباراة· بالأمس كانت الفرحة عامة، لأن المباراة كانت مباراة فرح أخوي، الجميع كان في نشوة وحبور···الكلّ كان مرتاحاً ومبسوطاً، جمهور الأبيض مرتاح، الهنود في الشارع مرتاحون، حتى الزوج الذي قضى عشرين سنة خدمة رأى بالأمس زوجته جميلة وبيضاء ولا أحد يساويها، من يصنع كلّ هذا الفرح، بالتأكيد ليست الكرة إنها الروح السائدة في الإمارات بين الناس، لقد قدمت الإمارات لهم الكثير فأحبوها من قلوبهم بعفوية ومن غير مزايدة، الإمارات تستحق كل هذا الفرح والناس قادرون، وبالفرح جديرون، وفي الأخير ما يسعنا إلاّ أن نقول فطرنا باليمن وتغدينا بالكويت وتعشينا بالسعودية وأخيراً حلينا بعُمان وما أطيبها من حلوى···فعفواً ياجار الكأس للدار·