(ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر) أبي القاسم الشابي نقف على بابه. نخاف أن نفتح. نخشى أن نتقدم، لا نعرف ماذا ينتظرنا في الضفة الأخرى من حياتنا. بعضهم قد فتح الباب وانطلق وآخرون ما زالوا ينتظرون. إنه المجهول ما لا نعرفه عنه أكثر من ما نعرفه، إنها الرهبة من أشياء لا نعرفها، الخوف من غد و مما يحمله لنا الغد. لا نعرف ماذا ينتظرنا. الخطوة الثانية محسوبة، نلتفت ذات اليمين و ذات اليسار قبل أن نخطوها، نخشى أن نقع و لا ينتشلنا أحد، تقلقنا الوحدة و الغربة و المغامرة، و أن ينتهي بنا الطريق إلى لا مكان. في جعبتنا الكثير من الأحلام، أغلبها على قائمة الانتظار، و كم طالت انتظاراتنا!. هناك شيء يمسكنا و يحد من انطلاقتنا، لا نجد له تفسيراً مقنعاً، يطيل من جلوسنا. ننتظر التغيير أن يغيرنا و لا نبادر إلى أن نغير من أنفسنا. يقول ديباك شوبرا: ليس عليك أن تحمل أي أفكار، ماذا سيحدث هذا اليوم أو هذا الأسبوع؟ آمن بحكمة المجهول، إيمانك به يعني إنك على الطريق الصحيح!. لا بد أن تحدد مصيرك بنفسك و أن تواجه مخاوفك و تصارع التردد بداخلك. الحياة بحر عميق و طريقك طويل، لن يفيدك أبداً أن تقف على الشواطئ تنتظر و تناظر الأمواج. لذة العيش أن تتقاذفك أمواج الحياة، هناك شواطئ أخرى بانتظارك و عوالم مختلفة أمامك، أشياء كثيرة لا تعرف عنها الكثير، مبالغاتك في تقييم حجم المخاطر أحياناً تعطل مسيرتك، قد تكون الحياة مغامرة كبرى إذا أردت ذلك و قد تكون أيضاً حياة مكررة، نسخة مقلدة من آخرين أقعدهم الخوف و القلق من أن يعيشوا حياتهم بطريقة مختلفة، و يحققوا إنجازات تضاف إلى أرصدتهم، و يكونوا كما أرادوا أن يكونوا. أن تستسلم تماماً لرياح المستقبل بلا خوف و تفرد جناحيك وتتوكل على الله، قد يكون المجهول عالمك الذي تنتظره، السعادات التي تبحث عنها و تبحث عنك. حياة مختلفة بانتظارك، لن تعرف ما ينتظرك هناك إذا لم تبادر بالذهاب إليه. في البحث عن المعرفة الكثير من التحدي، الناجحون قبلك هم الذين اختاروا أن ينطلقوا و يؤمنوا أن مستقبلاً جميلا ينتظرهم، أنظر حولك و ستعرف من فاته قطار النجاح، ستعرف من ندم على عمره الضائع في الانتظار و التواكل. كثيرون هم حولنا، يتألمون على أوضاعهم و يتمنون بأسف لو يعود الزمان ثانية، ليغيروا طريقة فهمهم لحياتهم و يقفزوا بلا خوف و تردد في ذلك البحر العميق في رحلة للمجهول، لضفاف أخرى في حياتهم، لعالم جديد ينتظرهم لكنه الزمن لا ينتظر أحد. و أنت على مرفأ حياتك تناظر الأفق و يناظرك، تتطلع لمستقبلك و تفكر في المجهول... كل ما عليك عمله أن تؤمن بحكمة المجهول. jamal.alshehhi@gmail.com