- «الفشينيستات» أمهات «البوتيكيات» هن اليوم القوة الضاربة في الوطن العربي، والذراع الباطشة لكل من تسول له نفسه الاستهتار بالمواطن العربي من الماء إلى آخر الماء، وليتهن كنّ منذ زمان، لكان فيلق منهن كفيلاً بدحر الاستعمار الغاشم، والقوى الرجعية، وتحرير كل شبر من فلسطين المغتصبة، وإن لم أبالغ لقلت قادرات بما وهبهن الله من مكامن في النفس قوية، وإمكانيات في البدن عتيّة أن يحررن لواء الإسكندرونة المقتطع من الأراضي السورية، لا هيفاء، ولا نانسي ولا أم الخيل والحصان والحنتور يجارين مواهب خلق الله التي بدلنها، فلا شفة غير الشفة الوارمة، ولا رموش غير رموش «الطرفشانة» والأسنان صبّة نوره بامتياز، شغل «وستادية زمان»، هذا غير الوسائد والتكايا رافعات الشأن، صامدات في وجه الريح، «فاشيستنات» هذا الزمن مثل محاربات الأمازون، متشابهات، كاسيات، عاريات، اصطناعيات، غير طبيعيات، كلهن أصباغ ونكهات لونية مركبة، منزوعات الدسم، لكنهن يقلطنّ على أكبر شنب وخشم، ويرزّن عمارهن في أعلى متكأ وأرفع محتشم، فالجيوش الجرارة خلف صفوفهن محتشدة، والجماهير تتبعهن راجلة وزاحفة، أمر كل «فاشينيستا» مجاب، وطلبها مستجاب، لأنها «ربة الأرباب»، ولا يردها حاجب أو حجاب»!
- «يا جماعة أعرف واحداً، حرام أنه ما قد ثوّر قدر لحم في مسائه، ولا ركب قدراً على قدر يومين متتاليين في بيته، ما أشوفه إلا من عزيمة إلى عزيمة، ولا يعترف بأي هزيمة، تلقاه دوم قدام، ما يخلي «بارتي أو ريسبشن» أو عرس أو طهور، حتى المالد ودقّ الزار، تلقاه عند الكل، وله «في كل عرس قرص»، خطف على رأسه كل السفراء المعتمدين لدى الدولة، هو صديق الكل، ويحارب على كل الجبهات، والود ودّه لو أن كل العالم اتحد، وكل الدول التقت على صحن هريس أو لطموا مع بعض مرجل عيش معاريس، لأن هذا أفضل من الاقتتال، فمجابهة العيوش خير من مجابهة الجيوش، هذا مبدؤه في الحياة، فهو يكنّ حبّاً صادقاً تجاه «البوفيه»، وما يعزم في العزائم والولائم، الشيء الوحيد الذي يفوته «الريوق»، لأن ما أحد بصراحة من غبشة الله مستعد يعزم واحد مثله وشرواه، هامّة، ودابّة لامّة»!